-A +A
خالد السليمان
الحج لمن استطاع إليه سبيلا وكان قادرا على أداء مناسكه، رغم ذلك نجد الدولة تتكفل بترتيبات خاصة لتمكين المرضى وكبار السن وحتى الحوامل والأطفال من أداء الحج، وأجد في ذلك استنزافا إضافيا لطاقتها ومواردها التي تكرس بالكامل في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن !

فقد سيرت وزارة الصحة قافلة من سيارات الإسعاف لتحمل عشرات المرضى المنومين في مستشفياتها لأداء مناسك الحج على أسرتهم الصحية، كما فتحت العديد من المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية لاستقبال المرضى وإجراء علميات جراحية بما فيها عمليات القلب المفتوح والقسطرة لحجاج قدموا من أقاصي الأرض يحملون أوجاع أمراضهم دون أي مقابل !


أما مواليد الحج فشاهد على السماح لحوامل الأشهر الأخيرة بأداء مناسك الحج رغم ما في ذلك من خطر على سلامتهن وسلامة حملهن بسبب عناء الزحام والتدافع الشديدين !

ورغم أن الحاج لا يمكنه أداء فريضته دون تصريح إلا أن الأطفال كما يبدو يرافقون ذويهم دون تصاريح رغم ما يسببه ذلك من إشغال للوالدين والحجاج الآخرين عن التفرغ للعبادة ومخاطر تهدد سلامة الأطفال أنفسهم بسبب الزحام والتدافع واختلاط الأنفاس والأمراض !

ورغم أن الدولة تملك كل المبررات الشرعية والمنطقية والنظامية والإنسانية لمنع المرضى والحوامل والأطفال، إلا أنها تستقبلهم بذراعين مفتوحتين؛ لأنها تستشعر واجبا إيمانيا يتجاوز كل الأعباء، فمعين طاقتها في خدمة ضيوف الرحمن لا ينضب وأجر الرحمن لا يعدله ثمن !