-A +A
عبده خال
في كل موسم حج تبدأ المراهنات على نجاح أو إخفاق الموسم، ولأن أي عداوة قائمة يكون فيها العدو متربصا بك، ويصرف كل نجاحاتك إلى مصب حقده، ولأن العدو لا يحتاج لأي براهين على صدقك ونزاهتك قبل أي حكمٍ وبعده تظل أحقاده مشتعلة، والحاسد لا يفرح بأي نجاحٍ تحققه ويسعى إلى تهشيم كل إنجازاتك.

ولأننا نشرف على أكبر تظاهرة إنسانية يتواجد بها ملايين من الناس في زمن ومكان محدودين ونحقق النجاح المتوالي فهذا يسوء من كان يتربص بإفشال هذه التظاهرة، وعلينا التمسك بكل نجاحاتنا والمفاخرة بها إزاء أي تشكيك صادر من دول أو أفراد.


وما سبق موسم الحج من حملات كاذبة عن المملكة لا تقف عند دولة أو أفراد إذ إن التفوق مجلبة للحسد والعداء أيضا.

وكم هي الحملات الضارية التي تشن على المملكة، ومع ظهورها وتناقلها تكتسب الانتشار لوجود عجلة إعلامية ضخمة تسوق لتلك الأكاذيب إلا أنها تتلاشى سنويا أمام الحقيقة التي يجسدها نجاح الحج.

وفي كل موسم حج نلاحظ أن العجلة الإعلامية العدائية تنفخ كيرها باتجاه المملكة بكثافة وتركيز على ضعف إدارة الحج، ومع كل موسم تسطع النجاحات المصاحبة للحج، ويتحدث الحجيج عما وجدوه من حفاوة وترحيب وتسهيل لمناسكهم فهم أكثر تجربة ودراية بما أحدثته إدارة الحج من قفزات نوعية في المشاعر المقدسة، وكما يقول المثل (أصدق القول ما تراه العين لا ما تسمعه الأذن) إلا أن وسائل الإعلام العالمية لا تبث شهادات الحجيج، فتظل الأكاذيب مستنقعا يتزود منه العدو والحاسد ضد بلادنا.

ولأننا نعيش في زمن الإعلام تكون الكفة راجحة لكل من يدير العجلة الإعلامية الضخمة في نصرة قضاياه الوطنية، وتسويق نجاحاته بحرفية الإعلامي الحذق الذي لا يقدم مادة إعلامية باردة.

وفي هذا الموسم استطاع إعلامنا بجوار إعلام الدول الصديقة التخلص من مشكلتنا الإعلامية المحلية حين لم يكن قادرا على دفع الأكاذيب من خلال المواجهة المباشرة، واستطاع أيضا استثمار تواجد الهيئات والمراكز الإسلامية وتحريكها باتجاه قضايانا والنصرة لها.

وكنت سابقا أضع عقدة ضعف إعلامنا وعدم الاستفادة من إعلام الدول الصديقة هي المشجب الذي يمكّن الأكاذيب من اعتلاء نجاحاتنا وتهشيمها، بينما يستطيع الإعلام المنصف تقديم الحقائق بصورة حيادية تظهر النجاح والإخفاق، وعلى إعلامنا المحلي مواصلة تقديم مواده بذكاء إعلامي، لأن كل حاقد أو عدو تستطيع كشفه أمام نفسه وأمام الآخرين متى ما استطعت تمكين الآخرين من التقاط الصورة من زاويتك أو من زاوية الحقيقة.

وفي زمن الإعلام لا يكفي أن تنجح، بل تحتاج إلى من يسوّق هذا النجاح.