خادم الحرمين الشريفين خلال مشاركته في حفل منى السنوي. (واس)
خادم الحرمين الشريفين خلال مشاركته في حفل منى السنوي. (واس)
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAhamid@
«لقد سعت أذرع الإرهاب للنيل من المقدسات ولم تراع الحرمات، لكن المملكة بفضل الله وعونه وبالتعاون مع أشقائها وأصدقائها، حققت نجاحات كبيرة في استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه بكل حزم وعزم ودون هوادة. إن المملكة العربية السعودية تمثل قلب العالم الإسلامي وتستشعر آمال وآلام المسلمين في كل مكان، وتسعى بكل جهد لتحقيق وحدة الصف والتعاون والتكاتف في عالمنا الإسلامي وتحقيق الأمن والسلم في العالم أجمع.. بهذه الكلمات الجامعة أرسل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة للأمة الإسلامية والعالم عبر كلمته التي ألقاها أمس (السبت) في الحفل السنوي لقادة وزعماء الدول الإسلامية في منى، والتي تعد بمثابة «خريطة طريق» لاستنهاض الأمة الإسلامية وضرورة الاتحاد بين دولها لمواجهة هذه التحديات بقوة وإرادة وعزيمة.

لقد شرف الله هذه البلاد وأهلها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، فسخرت جميع إمكاناتها البشرية والمادية لتمكين ضيوف الرحمن والتيسير عليهم في أداء حجهم، ونحن عازمون - بإذن الله - على المضي في تحقيق أعلى مستوى من الخدمات للحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في تطوير مستمر ووفق منظومة متكاملة تهدف إلى المزيد من التيسير في أداء الحج وسلامة قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم)، مواصلين بأعمالنا الجهود العظيمة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله -. والملك سلمان في هذه الجملة رسخ قاعدة الشرف العظيمة لحكومة المملكة لخدمة الحجاج والمعتمرين حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو شرف لا يضاهيه شرف. وما لفت الانتباه أن كلمة خادم الحرمين الشريفين، جاءت قصيرة في عدد كلماتها، لكنها عميقة جدا في معانيها ومضامينها التي لم تغفل عن القضايا المحورية التي تهم الأمة الإسلامية، والمتمثلة في ضروة تحقيق وحدة الصف والتعاون والتكاتف في عالمنا الإسلامي، وتحقيق الأمن والسلم في العالم، وهذا هو ديدن السعودية طوال تاريخها.. ولا شك أن أهمية هذه الرسالة تؤكد أن السعودية كانت ولا تزال حريصة على الوحدة والتكاتف وتكريس ثقافة التسامح والوسطية، وضرورة أن يراجع قادة الدول الإسلامية حساباتهم ومعرفة نقاط الضعف، ومن ثم تلافيها، ومعرفة نقاط القوة وتعزيزها.


هذا الخطاب السامي، وضع الرؤية والملامح للعمل الإسلامي المشترك، مع التأكيد على ضرورة مواجهة الإرهاب الظلامي بحزم وقوة وتجفيف منابعه، ومن هنا فإن خادم الحرمين الشريفين تحدث فأقنع، وخاطب فأوجز، وشخّص حال الأمة في صياغة مفردات الحالة الإسلامية، مع التأكيد أن السعودية لن تغيّر ثوابتها أو سياستها تجاه الإرهاب، وسعيها لإحلال السلام في المنطقة والعالم والاستنمرار في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.

إن الخطاب الملكي عبر عن وعي القيادة بالتحديات التي تواجه المنطقة والأمتين العربية والإسلامية، كما أكد الدور المنتظر للمملكة في نشر ثقافة السلام والاعتدال وتعزيز العمل الإسلامي، خصوصا أن الخطاب جاء في وقت تعاني فيه أمتنا من تداعيات تتطلب من الجميع التكاتف لوحدة الصف والكلمة، لمواجهة تلك التحديات.