-A +A
محمد الأكلبي (المشاعر المقدسة) awsq5@
الوقت في عمل المطوفين هو كل شيء، كالسيف إن لم يقطعوه بدقة المواعيد قطعهم بتكبد الخسائر، التي قد تصل إلى سلامة الحجيج، فوراثة مهنة جد «الرسول» قصي بن كلاب، جعلتهم يقضون أيام الحج في تحدٍ طاحن مع الزمن لا خيار أمامهم سوى الانتصار عليه.

ويوضح المطوف عبدالرحمن صلاح لـ«عكاظ» أن الطوافة مهنة تحدي الزمن، فلو تأخر أو تقدم المطوف بضع دقائق عن تفويج الحجيج إلى مناسكهم سيتسبب في أزمة فوضوية تطال كل من بعده ومن قبله، وهذا سبب تشديد الجهات المختصة على المطوفين بضرورة الالتزام الدقيق بمواعيد تفويج ضيوف الرحمن وعدم التهاون في هذا الأمر.


وأشار صلاح إلى أن الالتزام بالمواعيد ودقتها يرفع أسهم المطوف ويدل على احترافيته ومهنيته في العمل، ويظن الكثيرون أن عمل المطوف ينصب فقط على جني الأرباح في وقت محدد، بيد أن الحقيقة أن هذا النوع من العمل مرهق إلى حد الإعياء لارتباطه بمكان وزمان محدد، مضيفا: يجب أن يكون المطوف سعوديا أبا عن جد، وأحد أبناء مكة المكرمة، باعتباره يعرف خبايا المهنة، وكيفية التعامل مع الحجيج، واحتياجاتهم كنوع الطعام والشراب، وكيفية خدمة وإسعاف المريض، وماهية التصرف حيال وفاة أحد الحجاج -لاسمح الله-، مردفاً: العديد من المطوفين تم إيقافهم عن العمل بسبب المرض أو الدراسة أو السفر، وبمجرد أن يحين موسم الحج، يسوقهم الحنين، وتدمع أعينهم ليسارعوا إلى مكة المكرمة للمشاركة في خدمة ضيوف بيت الله الحرام، ما يؤكد أنها مهنة خدمية أكثر من كونها ربحية.