-A +A
حمود أبو طالب
ما زال وزير الخارجية القطري «يتهجول» في عواصم الغرب ويردد كلامه المكرر المليء بالمتناقضات معتقداً بسذاجة شديدة أنه قادر على إقناع مستقبليه ومستمعيه بطرحه حول الحصار وانتهاك السيادة وتجاوز القوانين الدولية، كما يتهم رباعي المقاطعة الذي قرر ردع بلده عن حماقاته الخطيرة وضرره البالغ على سلم وأمن المنطقة.

في جولته الغربية الأخيرة خرج على الملأ بباقة جديدة تستوجب عزله من العمل السياسي لو كان هناك من يفهم حقيقة ومتطلبات هذا العمل في دولته. كان مضحكاً كالعادة ومثيراً للشفقة والاحتقار معا وهو يطالب بحماية الحجاج القطريين. لقد قال ذلك سابقا قبل بداية الحج متوسلاً أن يتعاطف معه بعض الحمقى والمرتزقة كنوع من تصعيد الخلاف ومحاولة استهلاك كل الأوراق الممكنة، لكن ماذا وقد وصل الحجاج القطريون في ضيافة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي وشاهدهم كل العالم وهم يؤدون مناسكهم ضمن مليونين ونصف مليون حاج تقريبا في أمن تام وراحة ويسر واطمئنان؟ أليس مخجلا أن يقول ذلك هذا الوزير المرتبك الذي أصبح يهذي بلا وعي؟


الوزير القطري لا يعرف كم عدد حجاج بلده الذين ظهروا في شاشات التلفزيون يعبرون عن سعادتهم بالرعاية والحفاوة السعودية، ربما قال له أحد المستشارين الأجانب الجهابذة في دولته إن صورهم بالإحرام تعني أنهم استدرجوا إلى معتقل ونزعت ثيابهم قسراً لتعذيبهم. الغرائبيات لدى صانعي السياسة القطرية قد تجعل هذا التفكير ممكنا، وذكاء الوزير وحنكته وألمعيته قد تجعله يصدق ذلك فلا يتورع عن قوله أمام العالم الذي يشاهد في نفس اللحظة ما يحدث في الحج.

العكس هو الصحيح يا وزير الغفلة، فالمنطق يتطلب أن نتبادل الأدوار لنكون نحن الذين نطالب بحماية الحجاج من نظامكم بعد عودتهم، لأنكم ربما لن تترددوا في عقابهم لأنهم أدوا ركنا من أركان الإسلام، ضيوفاً على الرحمن في بلد الأمن والخير والسلام.