-A +A
سعيد السريحي
لم يعد أحد يحتاج إلى كثير عناء كي يدرك العلاقة المشبوهة بين داعش من ناحية ونظام الأسد وحزب الله والحشد الشعبي في العراق من ناحية أخرى، فالتنسيق الذي كان يتم في السر بات في العلن والاتفاق الذي كان مجرد احتمال أصبح واقعا ملموسا لا تخجل كافة الأطراف من الإعلان عنه، حزب الله الذي يتحرك بناء على ما يطلب منه القيام به أكد أنه وبتنسيق مع النظام السوري وبعد لقاء جمع أمينه بالرئيس السوري اتفق مع داعش على انتقالها من غرب سوريا وحدود لبنان إلى منطقة البوكمال على الحدود العراقية السورية أقصى شمال غرب العراق، وبدوره أعلن الرئيس السابق للحكومة العراقية نوري المالكي مباركته لهذا الاتفاق، مؤكدا بذلك ما كان يدور حوله من شبهات حين فتح حدود العراق وسهل لداعش قبل ثلاث سنوات احتلال الموصل خلال ساعات.

داعش الذي أخذ يتداعى بعد هزائمه في الموصل وتلعفر لم يبق منه إلا فلول قليلة تتمركز في أقصى شمال غرب العراق، وهي فلول بات بوسع الجيش العراقي طردها وتطهير الأراضي العراقية منها، غير أن ذلك إذا ما حدث لم يكن له أن يحقق الدور الذي لعبه داعش باحتلاله الموصل ونينوى حين منح الحشد الشعبي الشيعي فرصة التوسع في الأراضي السنية وتهجير سكانها منها واستكمال مخطط التغيير الديموغرافي للمناطق العراقية، ولذلك لم يكن هناك بد من إعادة بناء صفوف داعش ودعم من بقي منه في غرب العراق بمن بقي منه في غرب سوريا، ولهذا كان الاتفاق المعلن بين حزب الله ونظام الأسد وداعش للتحرك من غرب سوريا إلى شرقها، وعندها لن يصبح داعش مجرد فلول باستطاعة الجيش العراقي القضاء عليها وإنما قوة تستدعي الاستعانة بالحشد الشعبي مما يعني استكمال مخطط اجتياح المواقع السنية في العراق وهو الغرض الذي من أجله تم إنشاء داعش ودعمه بالسلاح والرجال وتسهيل مهمته للاستيلاء على المناطق السنية في العراق ومن ثم تبرير إنشاء الحشد الشعبي الشيعي واحتلاله لتلك المناطق.


Suraihi@gmail.com