جموع غفيرة من الحجاج على جبل الرحمة أمس. (واس)
جموع غفيرة من الحجاج على جبل الرحمة أمس. (واس)
-A +A
نعيم تميم الحكيم (مكة المكرمة) okaz_online@
دون رفقة الحج أو مكتب شؤون حجاج يشرف عليه أو الدخول في متاهات القرعة التي تحتم عليه الانتظار لفترة زمنية قد تطول أو تقصر حسب حظه، أو تحديد سن معينة للقدوم إلى الحج كما يحدث في كثير من الدول، خرج ابن الأورغواي أصلا ومنشأ «لو جافير مارتينيز ريسوتو» من بلاده قاصدا الأراضي المقدسة حاجا بيت الله الحرام بمفرده دون أن يصطحبه أحد من بلاده، متكئا على إيمان قوي ورغبة جامحة بأن يكون الأورغوياني الوحيد في موسم حج هذا العام.

رحلة لو جافير الذي يعيش في منتصف الأربعينات من عمره لم تكن سهلة فقد اضطر للسفر إلى البرازيل للحصول على التأشيرة التي تمكنه من أداء الحج، ثم أدار بوصلة البحث عن شركة سياحية مناسبة من خارج بلده ليكون ضمن أفواجها.


ولئن قيل في الحدث النبوي «السفر قطعة من العذاب» فإن لو جافيير عاش هذا العذاب وهو يسافر بمفرده عبر طيران غير طيران بلاده قاطعا المحيط الأطلسي، مارا بمحطات عدة عابرا نحو (14) ألف كيلومتر بين العاصمة الأورغويانية مونتيفيديو ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة الذي حط رحاله فيه بواسطة الخطوط التركية ليحقق حلمه ورغبته في الوصول إلى الأراضي المقدسة بعد عناء طويل، ويقف على صعيد عرفات الطاهر، ليكون الحاج الأورغوياني الوحيد وفق إحصاءات مؤسسة مطوفي تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. فحال لو جافيير كحال الجالية الإسلامية في الأورغواي التي تغيب عنها الجماعية وتحضر الفردية في كل أعمالها.

فالدولة المشهورة على مستوى كرة القدم عالميا تغيب عنها المراكز الإسلامية ذات التنظيم الجماعي، إذ تتناثر بعض التجمعات القائمة على الجهود الفردية مثل المركز الإسلامي المصري في العاصمة مونتيفيديو، والمركز الإسلامي الفلسطيني بمدينة كبشوري قرب الحدود البرازيلية، والجماعة الإسلامية في مدينة الريفيرا، وجمعية الأخوة الإسلامية.

وفي هذا الصدد يقول الداعية أحمد صالح المحايري معلقا على أوضاع المسلمين في الأورغواي: «لم نسمع بجمعية إسلامية قديمة أو حديثة بالأورغواي، إلا أن الجالية العربية والمسلمة منذ ما يزيد على 40 سنة قاموا بتأسيس النادي السوري اللبناني في العاصمة. فيما تقطن اليوم نحو عائلة مسلمة في العاصمة مونتيفيديو، وأزيد من 100عائلة مسلمة في المدينة الواقعة على حدود البرازيل، والتي تستفيد من خدمات الجمعية الإسلامية في مدينة شوي البرازيلية التي فيها مسجد وجمعية إسلامية.

وعلق رئيس مؤسسة مطوفي تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا المطوف طارق عنقاوي في حديثه لـ «عكاظ» على سبب عدم حضور أعداد كبيرة من الأورغواي للحج، مرجعا ذلك لعدة أسباب أبرزها عدم وجود مركز إسلامي هناك كما في باقي دول أمريكا الجنوبية، إضافة لانصهار المسلمين مع المجتمع وعدم وجود رغبة كبيرة منهم في القدوم للحج فالبعض لايحمل من الإسلام سوى اسمه، فيما يمنع ضيق الحالة المادية آخرين من القدوم لأداء الفريضة.