من الاحتفالات العيد في الجنوب
من الاحتفالات العيد في الجنوب
من مظاهر العيد في تونس.
من مظاهر العيد في تونس.
-A +A
أحمد محمد سيد (جدة) OKAZ_online@
ما بين بقعة وبقعة على هذه الأرض، يتخذ عيد الأضحى شكلاً خاصاً في تقاليده وعاداته بل وحتى تسمياته، وإن كانت قواسمه المشتركة تلتقي في الفضل والأضاحي والابتهاج به بصفته هبة ربانية للمسلمين ولحجاج بيت الله الحرام، إلا أنه يحتفظ بخصوصية في طقوسه وطريقة الاحتفاء به في كل بلد ومنطقة.

يحتفظ الخليجيون بشكل متشابه في العادات والتقاليد، يتمثل في صلاة العيد في المشهد الكبير، ومن ثم التجمع في المنازل لذبح الأضاحي أو الذهاب للمسالخ من أجل ذلك، وتبقى بعض العادات التراثية متأصلة في مجالس العيد في غالبية دول الخليج، ولن تفارقك رائحة البخور والعود والحناء، ولن تغيب عن ناظريك مشاهد ولائم الإفطار الكبيرة وتجمع الأقارب والأرحام.


ويشتهر في شرق المملكة والخليج طبق الهريس في صباح عيد الأضحى، يتم تناوله مع خبز التاوة والحلويات مثل الكليجة والممروس، «فوالة العيد» أو «جعالة العيد».

بينما في الرياض وما حولها تحضر وجبة الإفطار من «الحميس» ولا تستغرب وجود أطباق شهيرة مثل كبسة اللحم والجريش في صباح العيد تكريماً للزائرين من الأقارب والأصدقاء.

وفي مكة وجدة والمدينة تُحضر أشهر الأطباق الحجازية من الحلويات والمكسرات، تتصدرها «الدبيازة» التي تتكون من بعض الفواكه الجافة.

وفي الجنوب تحضر العريكة والعيش وأنواع محددة من «الخبزة» الجنوبية التي تقدم مع المرق الطازج من لحوم الأضاحي، إضافة إلى السمن واللبن أحياناً، إلى جانب طبق الكبدة الشهير الذي يحضر في غالبية البيوت. ولا يختلف الحال في بقية المناطق عن ذلك.

ففي مصر مثلاُ تتحول الشوارع صباحاً إلى ممرات مكتظة بالناس لسيرهم جماعة إلى المساجد والجوامع والساحات المخصصة لصلاة العيد، ويتجمعون في منازلهم حول الأضحية ويفترشون الأرض في انتظار قدوم الجزار لذبح الأضحية. ويتناول المصريون في العيد وجبة «الفتة باللحمة» وبعض الحلويات الخاصة التي اعتادوا تناولها في عيد الحج أو العيد الكبير كما يسميه غالبيتهم.

ويتمسك الجزائريون بطقوس خاصة كالنحر بشكل جماعي وطلاء الأضاحي بالحنة التقليدية ليلة العيد.

وفي صبيحة العيد يتوجه المغاربة صوب المساجد لأداء صلاة العيد، وهم يلبسون الزي التقليدي المغربي الممثل في الجلباب الأبيض و«البلغة»، بعدها مباشرة يعودون إلى منازلهم، لنحر الأضحية وسلخها، واعتادوا أن تفوح صباح العيد رائحة شواء الكبد وتقديمها في قضبان لأفراد العائلة، والكبد هو أول جزء من الأضحية يتناوله المغاربة، ليتركوا الأجزاء الأخرى لوقت آخر. وفي تونس يخصص صباح العيد لتجهيز ما يعرف بـ«الدوارة» وهي أحشاء الخروف لتصنع منها أشهر أكلات العيد وتسمى «العصبان»، تبقى هذه الأكلة اللذيذة، رغم العناء الذي تتكبده المرأة التونسية في إعدادها، وتتفنن أيضاً في إعداد «المصلى» الذي يتكون بالأساس من قطع لحم الخروف والبصل والبطاطا وتعتبر هذه الأكلة من أبرز الأكلات التي تلجأ إليها المرأة التونسية خلال الأيام الأولى للعيد نظرا لسهولة إعدادها.