خادم الحرمين الشريفين في القمة الإسلامية ــ الأمريكية أخيراً في الرياض.  (عكاظ)
خادم الحرمين الشريفين في القمة الإسلامية ــ الأمريكية أخيراً في الرياض. (عكاظ)
-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAlhamid@
خدمة حجاج بيت الله الحرام ليست مظهراً سياسياً على الإطلاق، ولم تكن يوما ما موقعا للحصول على إبراز إعلامي أو شكر وتقدير من أية جهة كانت، بل هي شرف ومسؤولية إسلامية لحكومة المملكة العربية السعودية ستستمر في تأديتها بكل فخر وإعزاز وتفان حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فهي مسؤولية تكاملية منذ وصول الحجاج وحتى عودتهم إلى بلادهم، مسؤولية تؤمن بها القيادة السعودية وتنفذها على أرض الواقع، من دون منة ولاتريد منها جزاء ولاشكورا.

لقد أولت الحكومة السعودية اهتماماً بالغاً بالحجاج ومنحتهم كل التسهيلات والأفضلية في الخدمة، لا يمكن لأية دولة أن تقيم مدنا متكاملة الخدمات تعمل لعدة أيام في منى وعرفات ومزدلفة، تسخر فيها كل طاقاتها الحكومية والأمنية لخدمة الججيج في بقعة صغيرة ولفترة زمنية قصيرة.


إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يلتقي قيادات الحج اليوم (الجمعة) في منى يحرص كل الحرص على أمن وسلامة الحجاج وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، بعيدا عن أية محاولة للتسييس أو رفع شعارات مغرضة.

السعودية التي استضافت حجاج قطر وفتحت المعبر البري أمامهم وأرسلت الطائرات لنقلهم، تؤكد مرة أخرى أنها تتعامل مع الحج كشعيرة دينية بحتة بعيدة كل البعد عن أية مشاحنات سياسية، ولا تمارس التمييز بين الحجاج لأي اعتبارات، فسياستها واضحة ولا تقبل أي شكل من أشكال المراوغة السياسية حول فريضة الحج، كما أن رسالتها واضحة أيضا وتتمحور حول أن الحج ركن الإسلام الأعظم، وأكبر وأجل من أن يتحول إلى أداة ابتزاز، ولذا فإنها تواصل مد يد العون لجميع الدول، لتسهيل وصول حجاجها إلى الأراضي المقدسة، ومساعدتهم على أداء فريضتهم بكل أمن وطمأنينة، انطلاقا من المسؤولية التاريخية التي ظلت تتحملها منذ تأسيسها بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، وهي مواقف تتسق تماما مع وضع المملكة كقائدة للدول الإسلامية والعربية.

ومع حج هذا العام وفي إطار التيسير والتسهيل وخدمة ضيوف الرحمن وتحقيقا للتواصل الدولي، أطلقت المملكة حسابات عدة على وسائل التواصل لتوفير معلومات للحجاج في مكة المكرمة والأفراد في جميع أنحاء العالم ووسائل الإعلام المحلية والدولية. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد «إن الهدف من مركز التواصل الدولي إيصال رسالة المملكة الحقيقية وأنها بلد محبة وخير». ومع انتهاء يوم عرفة أمس حيث وقف أكثر من مليوني حاج، على صعيد عرفات الطاهر لأداء أهم ركن من أركان الحج، يتجه الحجاج اليوم (الجمعة) إلى منى في أجواء إيمانية.. وتلكم هي المسؤولية السعودية التكاملية.