-A +A
ليس جديدا على المملكة العربية السعودية إدارة تلك الحشود الهائلة في المشاعر المقدسة، بل أصبح رهانا مستمرا، تثبت من خلاله كل عام قدرتها على تنظيم تلك الشعيرة، في زمان ومكان محددين، بل وتسخر كل طاقاتها البشرية والأمنية لتوفير أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة والطمأنينة.

الوجود الأمني والاصطفاف الخدمي من جميع الوزارات الخدمية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المملكة بنهجها الوسطي قادرة على احتواء المسلمين من أصقاع الدنيا على اختلاف مشاربهم، بعدما قطعوا المسافات وتحملوا المشقة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام، حامدين الله العلي القدير على هذه النعمة، ومبتهلين لحكومة هذه البلاد أن يديم عليها الأمن والأمان والاستقرار.


وتبذل حكومة خادم الحرمين الشريفين الغالي والنفيس؛ لتمكين الحجاج من أداء نسكهم بيسر وسهولة إلى حين عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، مشددة في الوقت ذاته على رفضها لأي محاولات لتسييس الحج، أو إقحام هذه الشعيرة في صراعات مذهبية، لتحقيق مكاسب ومصالح سياسية.

فالرسالة السامية وشرف الخدمة التي تضطلع بها حكومة المملكة لدعم المسلمين تظل تتمحور حول التسامح بين الشعوب، ودعم ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ الإرهاب والتطرف، لتؤكد أن ذلك هو منهجها الذي رسمته منذ لحظتها الأولى، ولا يمكن أن تفرط فيه مهما كانت التحديات.