-A +A
سعيد السريحي
الشؤون البلدية والقروية وزعت 40 ألف حاوية للنفايات في المشاعر المقدسة، وجندت ١٣ ألف عامل نظافة مدعمين بـ ٨٠٠ معدة لإفراغ تلك الحاويات؛ للحفاظ على النظافة خلال الأيام القليلة التي يقضيها الحجاج، متنقلين بين عرفات ومزدلفة ومنى، ورغم ذلك كله فإن ما تشهده الساحات والشوارع في هذه المشاعر من نفايات يؤكد أن كل تلك الاستعدادات لا يمكن لها أن تحقق ما تهدف إليه من نظافة المشاعر ما لم تكن مدعومة بوعي الحجاج أنفسهم بقيمة النظافة وطرق المحافظة عليها.

ولا يعدم من يتنقل في المشاعر خلال أيام الحج من الوقوف على ما يملأ النفس أسى وحسرة حين يكون مشهد تلك المشاعر دليلا واضحا على غياب مفهوم النظافة عن كثير من أولئك الحجاج، سواء كانوا من المواطنين أم ممن قدموا من شتى بقاع الأرض على نحو يدفع الإنسان إلى التساؤل عن معنى المشاعر المقدسة عند هؤلاء الذين لا يرون ضيرا في التفريط في نظافة هذه المشاعر المقدسة، بل يبلغ الإهمال ببعضهم أن يعجز عن رمي ما يخلفه من نفايات في الحاويات المعدة لها، فيتركها حيث تناول طعامه وشرابه على قارعة الطريق، أو يرمي بها في أقرب موضع لتتعثر بها أقدام العابرين وتفسد كل معنى لقداسة هذه المشاعر.


وإذا كان هؤلاء الذين لا يشك أحد في معرفتهم بقداسة هذه المشاعر يفعلون ذلك في مشاعرهم، فما الذي يمكن أن يصنعوه فيما عداها من المواقع والأماكن التي يعبثون فيها أو يرتادونها في بقية أصقاع الأرض؟

ما تشهده ساحات المشاعر وطرقاتها، بل ما تشهده ساحات الحرم المكي والمدني من تفريط في الحرص على النظافة يؤكد أن كثيرا من الشعوب الإسلامية لا تزال تعاني من التخلف في كثير من القيم التي حث الإسلام على التمسك بها حتى أصبحت النظافة شعبة من شعب الإيمان، وإماطة الأذى عن الطريق واجب يفرضه الإسلام على من يدين به.

Suraihi@gmail.com