-A +A
«عكاظ» (جدة) OKAZ_online@
أصبحت «عكاظ» التي دخلت منذ أيام عقدها السابع (أي أتمت 60 عاما منذ تأسيسها)، واحدة من أنجح المؤسسات الصحفية في المملكة والعالم العربي، ما مكنها من الاستئثار باسم وهاج في سوق الإعلام المحلي، لتتربع على قمة العمل الصحفي والإعلامي، حتى أضحت مطبوعاتها مرادفة للتفوق والريادة والمنافسة الدائمة على الصدارة عبر تعبيرها الصادق عن المجتمع وإيصال صوته إلى الآفاق والاهتمام الدؤوب بآمال وهموم وقضايا المواطن وتطلعاته.

ومنذ انطلاقة «عكاظ» اعتمدت منهجا للمبادرات الخلاقة في مجال خدمة المجتمع، بدأتها بتشجيع المواطنين على العمل والإسهام في التنمية وإتاحة فرص التوظيف من خلال التدريب ومروراً بالاهتمام والعناية بعدد من الحدائق في جدة وأخيراً وليس آخراً تأسيس وإطلاق جوائز «عكاظ» للإبداع الإعلاني لتكريم وتتويج الأعمال الإبداعية الأكثر تأثيراً.


ولم يكن نجاح مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر على مدار هذه العقود نابعاً من فراغ، وإنما هي خطوات كبيرة تمت بجهد وعرق دائبين، جعلت منها عملاقا إعلاميا يلبي طموحات القارئ وحاجاته.

ومن الخطوات الكبيرة في تاريخ «عكاظ» تعدد إصدارتها لتلبي حاجات القراء بمختلف الفئات والأعمار، فالمعروف عن أدبيات الإعلام أن القارئ ليس نمطا واحدا يمكن التعامل مع رغباته وطموحاته، وإنما هناك فئات عمرية وثقافات مختلفة يجب أن تجد مبتغاها من العمل الإعلامي وإلا انصرفت عن الوسيلة.

تلمس هموم القارئ

ولأن العمل الإعلامي لم يعد ترفا، في ظل المنافسة القائمة بين المطبوعات بعضها بعضا من جهة، وبينها مجتمعة مع الإعلام الجديد وخصوصا القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والصحافة الإلكترونية من جهة أخرى، فقد ظل التطور الدائم وتلمس حاجات القارئ في المعرفة والثقافة هو هاجس «عكاظ» التي تخضع مطبوعاتها بشكل مستمر لعملية تطوير متجددة، لمواكبة مستجدات العمل الإعلامي، وتمشيا مع معطيات الثورة التقنية التي لا تهدأ في مجال الاتصال والإعلام، الأمر الذي يجعل استخدام جميع الوسائط الإعلامية المتعددة أمراً حتمياً لإيصال المعرفة إلى مختلف شرائح المجتمع وفق اهتماماتهم، بأقصى درجات المهنية، وبما تتطلبه من جاذبية وتشويق، وكذلك بذل الجهود في سبيل وضع المملكة ثقافياً وإعلامياً في مكانها اللائق الذي تستحقه، بحسب تاريخها ومكانتها وطموح قادتها وقدرات أبنائها.

تطوير متلاحق

وخلال العقود الماضية، تطورت مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر تطوراً كبيراً، سواء من حيث تعدد إصداراتها وتنوعها، أو من حيث إمكاناتها الطباعية والتحريرية والفنية، واعتماد التقنية الحديثة في جميع قطاعاتها. وقد خطت المؤسسة خطوات كبيرة من خلال مشاريع ارتقت بها إلى مصاف كبريات المؤسسات الصحفية في المملكة والعالم العربي.

ففي (1/‏‏‏‏8/‏‏‏‏1389هـ الموافق 12/‏‏‏‏10/‏‏‏‏1969) نشرت الصحيفة خبراً حول توقيع اتفاقية بين «عكاظ» ووكالة «أسوشيتد برس» للحصول على الأخبار، تلتها خطوات مماثلة مع وكالة «اليونايتد برس» ووكالة «رويترز» في (27/‏‏‏‏11/‏‏‏‏1392هـ الموافق 1/‏‏‏‏1/‏‏‏‏1973) وغيرها من وكالات الأنباء العالمية.

ومع امتلاك المؤسسة لمطابعها الخاصة في (8/‏‏‏‏6/‏‏‏‏1407هـ الموافق 6/‏‏‏‏2/‏‏‏‏1987) صدرت بالألوان في (30/‏‏‏‏6/‏‏‏‏1407هـ الموافق 28/‏‏‏‏2/‏‏‏‏1987)، وتوالت خطوات التطوير وكان أهمها إدخال الحاسب الآلي في الإخراج بدءاً من (3/‏‏‏‏11/‏‏‏‏1413هـ الموافق 24/‏‏‏‏4/‏‏‏‏1993). وفي هذا الإطار كان التوقيع يوم (29/‏‏‏‏2/‏‏‏‏1420هـ الموافق 13/‏‏‏‏6/‏‏‏‏1999) على مشروع المجمع الصحفي للمؤسسة في جدة مع شركة السويح لاستيعاب جميع قطاعات وإدارات المؤسسة، بما يتفق مع الحاجات المستقبلية لها، وبما يحقق نقلة نوعية في الأداء وفق أحدث النظم الطباعية والتحريرية وهو مجمع من أربعة أدوار، مساحة المباني 40 ألف متر مربع، على مساحة 14.500 متر مربع.

كما كان توقيع عقد الهيكلة والتنظيم الشامل للمؤسسة مع الشركة العربية السعودية للمشاريع المحدودة في (1/‏‏‏‏5/‏‏‏‏1420هـ الموافق 12/‏‏‏‏8/‏‏‏‏1999) من أجل التنظيم الشامل لكافة أعمال المؤسسة في الجوانب الصحفية والإدارية، وما يتبعها من تدريب في الداخل والخارج.

كما أنجزت المؤسسة مشروعا ضخماً آخر لمواجهة الحاجات التطويرية والمستقبلية الشاملة، وذلك بموافقة رئيس مجلس إدارة المؤسسة في (14/‏‏‏‏5/‏‏‏‏1421هـ الموافق 14/‏‏‏‏8/‏‏‏‏2000) على اتفاق تأمين مطابع متطورة مع شركة قوس سيستمز جرافيك الفرنسية، وهي مطبعة ذات إمكانات طباعية كبيرة لتلائم حاجة إصدارات المؤسسة للتطوير وسرعة الإنجاز.

وتمشياً مع التطور التقني تم تصميم أربعة مواقع لمؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر على الشبكة العالمية للمعلومات والإنترنت، وتم توقيع عقد تنفيذ هذه المواقع مع الشركة المنفذة في (24/‏‏‏‏5/‏‏‏‏1421هـ الموافق 24/‏‏‏‏8/‏‏‏‏2000)، كما أنجزت المؤسسة مشاريع الميكنة لقطاعاتها الحيوية وخصوصا المالية والموظفين والتوزيع والتحرير، وتوجت هذه المشاريع بإنجاز مشروع الأرشفة الإلكترونية لمركز المعلومات الذي أتاح أرشيف المركز بمعلوماته وصوره لجميع الزملاء في التحرير، وجار إنجاز تحويل الأعداد المخزنة على الميكروفيلم إلى ملفات إلكترونية بصيغة PDF حيث تم تحويل 50 عاما من «عكاظ» في إطار هذا المشروع.

الصحيفة الأولى

وخلصت دراسة لشركة بارك الإعلامية عام 1415/‏‏‏‏1995، إلى أن «عكاظ» تعد الصحيفة الأولى على مستوى المملكة من حيث نسبة المقروئية، إذ لامس عدد القراء حاجز المليون قارئ بمتوسط (8-10) قرّاء للنسخة الواحدة، وأن نحو (25%) من جمهور القرّاء يفضلون «عكاظ» لعدم إقليميتها، ما يعكس توفير «عكاظ» للمتطلبات الحقيقية للقارئ في جميع مناطق المملكة، ومواكبة متغيرات العمل الصحفي، بما يتناغم مع تقنياته ومبتكراته الحديثة في مجالات التحرير والطباعة والنشر.

الإعلام الإلكتروني

ونظراً لأن الإعلام الإلكتروني أصبح طريقا مختصراً وسريعاً عبر مدى وآفاق غير محدودة في بث وتداول المعلومة في أي مكان على وجه الأرض لحظة وقوعها، وأصبح نواة تتجه نحوه كافة مسارات الإعلام بجميع أشكاله، فقد وضعت «عكاظ» ضمن مشاريعها التطويرية هدفا وفق قواعد مدروسة في الحضور المميز والوجود بقوة على خريطة الإعلام الإلكتروني، لتحقيق رغبات القرّاء والمتابعين عبر وسائل التقنية الحديثة، إلى جانب الحضور القوي للنسخة الإلكترونية للصحيفة برؤية جديدة. ونظراً لأهمية الإعلام الرقمي، أنشأت المؤسسة إدارة متخصصة للنشر الإلكتروني ضمن خططها التطويرية تشمل موقع «عكاظ»، «عكاظ» ديجيتال، وموقع الجوال، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، والخدمات التفاعلية الأخرى، التي ستشهد انطلاقة نوعية تواكب التطلعات، إلى جانب العمل على مجاراة الخبر العاجل، و«الفيديو»، والمقاطع الصوتية، عبر الموقع الذي يستقبل شهرياً ما لا يقل عن 3.5 مليون زائر، بمعدل يتجاوز 125 ألف متصفح يومياً، وتفعيل أكثر من 3000 تعليق على أبرز الأخبار والتحقيقات المنشورة على الموقع على مدار الساعة، فضلا عن الاهتمام برسائل الجوال للمشتركين في قنوات «عكاظ» لخدمة أكثر من 35 ألف مشترك، وكذلك إطلاق البرامج التطويرية للموقع بما يتناسب وطبيعة الهواتف الذكية، لتلبي تطلعات ورغبات قراء «عكاظ».

ولا يتسع المقام لتقديم التغطيات الصحفية المميزة للأحداث المحلية والعربية والدولية، وكمّ الانفرادات والسبق التي حافظت «عكاظ» من خلالها على مكانها في موقع الصدارة.