-A +A
سعيد السريحي
الذين لا يستنكفون عن تلفيق الأباطيل واتهام المملكة بتسييس الحج يجهلون أو يتجاهلون الفرق بين سياسة الحج وتسييسه، فإذا كان من الظلم والبهتان أن يزعموا أن المملكة «توظف» الحج من أجل خدمة سياستها، ومن الزيف الذي لا يصدقه أحد ما يدعونه من أن المملكة تمنح وتمنع وتسهل وتعيق من تشاء من حجاج بيت الله انطلاقا من مواقفها السياسية من دول أولئك الحجاج، فإن ما يملأ صدور أولئك كل موسم من مواسم الحج يحقق نصرا جديدا لسياسة المملكة حين يتكشف للعالم أجمع ما تقدمه المملكة من خدمات لأولئك الحجاج وما تحيطهم به من رعاية واهتمام، بصرف النظر عن البلدان التي جاءوا منها والدول التي نعرف ويعرف أولئك الحجاج أنها لا تحمل للمملكة إلا كل حقد وضغينة.

المملكة لا تسيس الحج غير أن للحج سياسته التي تحرص المملكة من خلالها على تبرئة الحج من أن يتم توظيفه لخدمة السياسة، تحرص على أن يكون مطهرا من أن يكون مناسبة لرفع الشعارات التي تصب في صالح هذا الحزب أو ذاك أو تعلن مناوأة هذا النظام أو ذاك.


للمملكة سياستها التي تحرص من خلالها على تيسير سبل الحج على قاصدي بيت الله باذلة في سبيل ذلك كل ما في وسعها من توسعة الحرمين المكي والمدني وتهيئة مشاعر الحج ليتمكن الحجاج من أداء شعائر الحج بكل يسر وسهولة.

وإذا كانت سياسة الحج التي تنتهجها المملكة تنبع من سياستها وتصب في صالح سياستها فليس لنا حين نسمع لغط الذين يتعامون عن ذلك كله ويتحدثون عن تسييس المملكة للحج إلا أن نقول لهم: موتوا بغيظكم.