-A +A
خالد السليمان
أفهم تصدر مواطن قطري للدفاع عن سياسة حكومة بلاده، فالوقوف مع السلطة في مثل هذه الأزمات المربكة أحيانا فطرة وطنية، لكن ما لا أفهمه أن يتصدر لذلك إعلامي فلسطيني أو أستاذ جامعي موريتاني أو داعية سوداني أو صحفي مصري !

تأملت في تكريس عدد من العرب لأنفسهم في معركة الدفاع عن سياسة قطر ومناصبة خصومها العداء، فلم أجد سوى المصلحة الشخصية، فجميعهم في حقيقة الأمر يدافعون عن مصدر رزقهم، فهذا يعمل في مؤسسة إعلامية تملكها حكومة قطر وذاك يدرس في جامعة قطرية، والآخر ينفق على أنشطته الدعوية والحزبية من التبرعات القطرية، والأخير تغريه دعوة مجانية !


نحن إذن لسنا هنا أمام قضية عادلة تطوع فيها المبادئ المثالية المواقف الشريفة، حتى نعذر غريبا لا صلة له بالحدث وأطرافه على تصدر صفوف جبهته الأولى، بل على العكس الحدث يتعلق باتهامات بالتدخل في شؤون الغير والتآمر على وحدة دول واستقرار مجتمعات عربية أثبتتها أحداث واقعية وتسجيلات صوتية تتناقض مع كل المبادئ والقيم التي يتعذر بها القافزون إلى مركب الدوحة !

ولأن الأمر تجاوز الرأي الشخصي إلى حمل لواء المعركة، فإنه ليس هناك سوى تفسير واحد لمواقف هؤلاء هو أنهم مرتزقة رأي لا يختلفون عن مرتزقة السلاح، كلاهما يقاتل مقابل أجر، ولو أغلقت قطر صنبورها لانفضوا من حولها قبل حتى أن تجف القطرة الأخيرة !