-A +A
محمد أحمد الحساني
قرأت في صحيفة مكة المكرمة قبل فترة أن لدى هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة العديد من المشاريع الخاصة بالعاصمة المقدسة، ولفت نظري في الخبر المنشور أن من ضمن تلك المشاريع مشروع «تطوير المتنزه الوطني»، فتساءلت بيني وبين نفسي: وأين يقع هذا المتنزه؟ ومتى أنشئ.. حتى جاء المشروع الجديد لتطويره؟ لأنني شخصياً لم أسمع أو أقرأ من قبل عن وجود متنزه وطني أو غير وطني في أي جهة أو موقع من الجهات والمواقع في مكة المكرمة؟!

وحسب فهمي، فإن عبارة متنزه وطني تعني وجود منشأة ترفيهية كبرى تكون عادة أكبر من حديقة عامة، وحيث إنه لا توجد في أم القرى حديقة عامة واحدة بالمعنى الحضاري والمدني لتعريف الحديقة العامة!، وإن ما هو موجود من حدائق لا يزيد على حدائق صغيرة متواضعة في بعض المخططات إضافة إلى مساحات خضراء تقع بين بعض الشوارع وتحت بعض الجسور، وقد ارتادها الناس اضطراراً لعدم وجود بديل لها على الرغم من خطورة ارتيادها لمجاورتها للطرق السريعة والشوارع العامة، فإن عدم وجود متنزه وطني في العاصمة المقدسة بالمعنى الحضاري والمدني أو بأي معنى آخر يكاد يصل إلى حد اليقين بالنسبة لي، لأن معنى متنزه هو أن تشتمل المنشأة التي يجب أن تكون عامة متاحة للجميع على حديقة عامة واسعة الأرجاء، وأن تضم إلى جوار الحديقة أو داخلها ملاعب للأطفال ودورات مياه نظيفة وخدمات ومواقف مجانية لمئات السيارات وجلسات كافية للأسر، وأمان كامل للأطفال وهم يلهون ومحلات نظيفة مراقبة لبيع المأكولات الخفيفة ويمكن أن يلحق بها مسابح وألعاب مائية برسوم معقولة وغيرها مما يكون متوفراً في المتنزهات الوطنية في دول العالم الأول والثاني والثالث والرابع!


فإن كان في مكة المكرمة أو حتى في إحدى ضواحيها القريبة متنزه وطني حقيقي وقد غفلتُ عن وجوده على مدى عشرات السنوات فإن من واجبي الاعتذار عن هذه «الغفلة» على رؤوس الأشهاد، أما لم يكن المتنزه الوطني موجوداً وإنما أطلقت هذه الصفة الحضارية على شيء آخر لا أعلم كنهه، فالواجب هو البدء في إنشاء متنزه وطني أو على الأقل حديقة عامة ولو واحدة لأطفال وسكان أم القرى البالغ عددهم مليونين، ثم يأتي الحديث لاحقاً وبعد عمر طويل عن تطوير المتنزه الوطني أو الحديقة العامة ؟!