-A +A
سعيد السريحي
لست مع تلك الدعوات والتغريدات التي تطالب أولئك الذين التزموا الصمت أو فضلوا مغادرة مواقع التواصل منذ بدء الأزمة من قطر بتحديد مواقفهم، فيعلنوا عن موقفهم إلى جانب الوطن أو يسفروا عن انتماءاتهم الحزبية ويتسموا بشجاعة من لا يهاب عقابا في الإعراب عن موقفه وتحمل ما يترتب على ذلك الموقف من مسؤولية ومساءلة.

لست مع تلك المطالبات التي تلح عليهم ببيان موقفهم أو تستنكر عليهم صمتهم، وإذا كنت أعرف أن تلك المطالبات والدعوات تحرجهم وتضيق عليهم الخناق وتفضح صمتهم فإني على ثقة من أنهم ليسوا بالشجاعة التي تجعلهم يسفرون عن مواقفهم وانتماءاتهم، وقد عهدناهم من قبل يخطبون من فوق المنابر داعين إلى الجهاد فإذا فرغوا من دعواهم حجزوا تذاكرهم وفنادقهم في ربوع تركيا ومرابع لندن، لم يخرج أحد منهم أو من أبنائهم لقتال ولا جهاد.


لست مع محاولة إخراجهم من صمتهم ذلك أنهم لو خرجوا من هذا الصمت لاتخذوا التقية مركبا سهلا وقالوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم وأدانوا ما هو له موالون وأعلنوا ولاء للوطن لم يقم عليه دليل من قبل.

ليس لنا أن نحرضهم على الخروج عن خزي الصمت فيتخذوننا هزوا، وإذا ما انقلبوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن نستهزئ بهم، وحسبنا منهم مواقفهم التي كانوا يعلنونها وانتماءاتهم التي لم تكن تخفى على أحد مذ طاروا فرحا بوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر حتى صاروا حلفاء لمن يناصر تلك الجماعة في تركيا وقطر.

ليس لنا أن نحرضهم على الحديث ونحملهم عليهم، وحسبنا أن ندعهم في صمتهم يعمهون فلم تعد تخفى منهم على الوطن والمواطنين، وقبل ذلك الجهات المسؤولة، خافية.