-A +A
هيلة المشوح
عكفت الصحوة ممثلة برموزها «المنبريين» على مدى ما يقارب نصف قرن على تشويه إعلام المملكة العربية السعودية وكل من انتسب إليه سواء كان مرئياً أو مقروءا، وقد كان لقناة العربية ومن ترأسها نصيب الأسد من ذلك التشويه والهجوم الممنهج، وكذلك الحال في بعض الصحف كـ«عكاظ» و«الوطن» و«الشرق الأوسط» مما جعلهم يحرفون أسماء تلك الصروح، فالعربية أصبحت عبرية لزعمهم أنها قناة متصهينة وصحيفة «عكاظ» عكاز العلمانية والوطن أسموها الوثن والشرق الأوسط خضراء الدمن والقائمة تطول..!

المتابع لإعلامنا بشقيه المرئي والمقروء لن يخفى عليه تمتعه بسقف عال من الحرية والمهنية، فضلاً عن نقله للحدث دون اللجوء إلى المانشيتات والبروبقندات المضللة، ولن يخفى عليه أيضاً الدقة في نقل المعلومة والخبر، وهنا تبرز عدة أسئلة: لماذا يهاجم إعلامنا من رموز الصحوة وإفرازاتها الحزبية كالإخوان والسرورية رغم تميزه ومهنيته العالية؟


ولماذا بقي الإعلام صامداً أمام هذا التضييق ومحاولات الإطاحة به وتشويه القائمين عليه بكل فجاجة وتدليس وافتراءات حد التكفير والزندقة والصهينة؟

ولماذا لم تستطع هذه التيارات صناعة منابر إعلامية لها تنافس الإعلام الرسمي؟

الجواب باختصار إنه إعلام صامد وبوصلته دائماً نحو المصداقية التي جعلته يتسيد مكانة لا يستهان بها بين منصات الإعلام العربي إن لم يكن أصدقها وأكثرها مهنية قاطبة !

كان من أبرز مهمات الصحوة في أوج عنفوانها وتصاعد حدتها هو تشويه الإعلام والعمل على تأجيج المجتمع ضده لأن الإعلام هو قنطرة المجتمع إلى الوعي والتمازج بالعالم الخارجي وتقبله، وهذا يتنافى مع أدبيات الصحوة التي جاءت لتطمس كل ذلك وتستبدله بالترويج للتفاهات والدجل ورفض الآخر.. وكان لهم ذلك فقد عاش مجتمعنا حقبة سوداء من تغييب المنطق والجهل والانغماس في الماضي وموروثاته الموغلة في الخرافة، ومع كل ذلك وكما أسلفت بقي الإعلام ورموزه وصروحه صامداً صادقاً تجلت مهنيته على المستوى المحلي في كشف زيف رموز الصحوة حتى تساقطت الأقنعة وأسدل الستار، وهنا وجب التصفيق لإعلامنا الصامد!