-A +A
خالد السليمان
كان يمكن لقيادة قطر أن تثمن بادرة خادم الحرمين الشريفين تجاه استقبال الحجاج القطريين لتجسير هوة الخلاف، لكن رغبة التسييس غلبت حكمة السياسة فأضاع القطريون فرصة ثمينة لفتح ثقب في جدار التوتر بين البلدين !

البادرة السعودية أسقطت أي مزاعم بمنع الحجاج القطريين من القدوم إلى مكة المكرمة كما أن قبول وساطة شيخ قطري بحجم الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني كان فيه حفظ لمكانة الشعب القطري وتأكيد على قيم الروابط الأخوية والاجتماعية التي تتجاوز السياسة في علاقات دول وشعوب الخليج !


فتح الحدود البرية وعرض نقل الحجاج من مطارات المنطقة الشرقية القريبة من قطر بل وحتى من الدوحة لم يسقط هذه المزاعم وحسب بل سجل للمملكة العربية السعودية موقفا يعزز موقعها الإسلامي القيادي في العناية بشؤون حجاج بيت الله الحرام !

أما رفض عرض إرسال طائرات الخطوط السعودية إلى الدوحة لنقل الحجاج القطريين ضيوفا على خادم الحرمين الشريفين فقد أكد أن مسألة الحجاج القطريين لم تكن سوى أداة سياسية لإحراج المملكة، وهو ما فشلت فيه حتى قبل إعلان البادرة السعودية، حيث كان بإمكان الحاج القطري الوصول إلى الأراضي المقدسة على متن أي شركة طيران باستثناء شركة الطيران القطرية !

على أي حال كان تجاوب الشعب القطري الذي عبر الحدود البرية إلى بلده الثاني السعودية ليحل ضيفا على أشقائه كافيا، وهو هدف البادرة من الأساس، ليتيسر للمواطن القطري أداء مناسك الحج بكل حفاوة وتكريم، أما أهل السياسة فليستمروا في المراهنة على سياستهم التي لن تثمر سوى تعميق أزمة سلطة قطر وعزلتها !