-A +A
حمود أبو طالب
كلما مرت بذهني نكتة تدويل الحج كما يدعو الصغار والحمقى والمعتوهون تذكرت أننا مهما أظهرنا للعالم حقيقة ما تقدمه المملكة لضيوف الرحمن إلا أنه تبقى المعلومات ناقصة وغير شاملة للتفاصيل الدقيقة التي يكمن فيها التميز الذي تتسابق لتحقيقه كل الجهات، وتحاسب أيضاً إن لم تصل إليه. وقد لا يعرف الكثير خارج المملكة أن الدولة قد تتسامح إزاء تقصير ما في خدمة للمواطن لكنها لا ترضى أبداً بتقصير مهما كان قدره للحجاج.

من تجربة شخصية تكررت في خدمات وزارة الصحة، أو القطاعات الصحية الحكومية التي تشارك في الحج، أستطيع الجزم دون مبالغة أو مجاملة أو تجاوز أن الكثير من المواطنين قد يتمنون الحصول على سرعة وجودة الخدمات الصحية المقدمة في موسم الحج من خلال منظومة متكاملة من المرافق تتوفر لها أحدث الأجهزة والإمكانات وأفضل الكوادر. وربما لا يعرف الكثير أيضا في الداخل والخارج أن مستشفيات بكامل تجهيزاتها يتم إعدادها على مدار العام من أجل أيام معدودات فقط، ثم يتم إعدادها مجددا للموسم القادم.


سأذهب بعيداً لأحدثكم عن معلومة سمعتها من بعض الحجاج المصابين بأمراض خطيرة مزمنة والقادمين من دول تفتقر إلى الخدمات الصحية الجيدة، فهم يصبرون على آلامهم حتى يقيض الله لهم رحلة الحج ليؤدوا مناسكهم ويحصلوا في نفس الوقت على العلاج الحديث المتكامل، ويعودوا إلى بلدانهم في أحسن حال. سمعت ذلك من مريض أجريت له عملية قلب مفتوح، وآخر تركيب صمام للقلب، وثالث عملية جراحية دقيقة في عينه، وغير ذلك من الإجراءات الصعبة التي لا تتم إلا في المستشفيات المتخصصة، لكنها تتم أيضا في المرافق الصحية بالمدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة.

الدول التي تصرف أموالها على المؤامرات والخراب والإرهاب، والصغار الذين يتطاولون على الكبار، والكانتونات التي تحاك فيها الجرائم، هل تعرف أنها لو اجتمعت بكل أموالها وعقولها ما استطاعت تقديم خدمة متواضعة لأقل عدد ممن يفدون بالملايين لأداء الحج. هل يعرفون حقيقة هذا الجانب فقط ضمن منظومة ضخمة من جوانب الخدمات المتميزة التي تقدمها المملكة بكل فخر لضيوف الرحمن.

صحيح، إذا لم تستح فقل ما تشاء.