-A +A
سعد بن الحميدي الغنامي
حدث في العصور الجاهلية قبل الإسلام العديد من الوقائع والحوادث، فمنها ما ينسخ في الذاكرة ويبقى نظراً لعظيم خطبها وشدة هولها، ومنها ما يعبر دون أن يترك أثراً في النفس البشرية، ومن بعض هذه الوقائع الوجلة حادثة الفيل وأبرهة الحبشي عندما أراد هدم الكعبة بأفيلته، لم يكن أبرهة يعرف الطريق في بلاد العرب فخرج له رجل عربي يُدعى «أبو رغال» الذي ألحق العار والخزي بنفسه عندما رضي أن يكون الدليل والخريطة المؤدية بالفيلة للكعبة بشيء من الدنيا، كانت العرب في ذلك الوقت تطلق لقب «أبو رغال» على كل خائن عربي، وفي عصرنا الحالي ظهر لنا على السطح رجل آخر جعل من ثياب أبو رغال الجاهلي لباسا له بعد حدوث المقاطعة الخليجية المباركة، بل زاد على رفيقه الجاهلي بصفات لم تذكر في التاريخ، فلطالما سعى جاهداً لإثارة الفتنة في المملكة العربية السعودية بدعوات لتسييس الحج وتدويله على خطى طهران ليكون بذلك بوصلة جديدة مشيرة للكعبة كسابقه «أبو رغال».

تصدر أبو رغال الجديد خط الصياح والنياح عن الحكومة القطرية، وتحدث بلسان سيّئ عن الحكومات الخليجية الشقيقة له والجارة، طعنات تلو طعنات من خنجرٍ أفّاكٍ غادر، لم تسلم دانة الخليج (الكويت) من تضليله التحريضي للثورة على أراضيها وعلى شيوخها، ولم يكتف أبو رغال القطري بذلك فحسب بل ذهب بلسانه لينفي وجود دولة الإمارات العربية (الحبيبة) بتسميتها ساحل عُمان بخبث أرعن، إضافة لتدخلاته الغوغائية الدائمة في الشأن السيادي البحريني، وتوصّل به الحال أيضاً إلى أن يغوص في التاريخ السعودي «المشرّف» ويقلل من شأن وقفة الفهد رحمه الله مع أشقائنا في دولة الكويت.


يتصف هذا المستأجر بالكذب والتملق والفجور في الخصومة، لا يستطيع أن يكون نداً لمحاوريه ولا يملك في نظرياته سوى الاستهزاء بالآخرين، يعمل هذا الأخير تحت أجندة هدفها نشر الضوضاء والزعزعة في خليجنا الواحد، ويعتبر «العذبة» من المحسوبين على الحكومة القطرية إن لم يكن متحدثا رسميا لها !

ومن هذا المقال أدعو إلى عدم الاستغراب إذا رأيتم «أبو رغال القطري» لاجئا في إحدى الدول الأجنبية يطعن في مَن يطعمه الآن، فالخيانة رمز ينبع من بين جنبيه.

سعد بن الحميدي الغنامي

‏1_sad@