رشيد كيلاني
رشيد كيلاني
-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
لا يتحدث وزراء الخارجية من فراغ، وفي "تويتر" أيضاً لا يغردون من فراغ، إذ يعتبر تعمد الحديث بالرموز لدى الساسة فناً يجيده البعض منهم تاركاً للجمهور حرية التأويل.

الطريقة التي اتخذها وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بعد بثه "تغريدة" تضمنت بيتاً شعرياً ظاهره الغزل، ويحمل في جوفه قصة سياسية كانت السعودية طرفاً فيها إبان عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، والمتعارف عليها بـ«زبنة رشيد».


«ليت من ينهبه يا سعود هاك الغزال/ ثم يزبن عليهم مثل زبنة رشيد» ليس بيتاً شعرياً غزلياً فحسب صدحت به حناجر العديد من المطربين الخليجيين للشاعر منصور المفقاعي، بل جاوز به تمني الشاعر «زبنة رشيد» الحدود الغزلية ليصبح شاهداً على قصة رئيس الوزراء العراقي السابق رشيد الكيلاني الذي لم يجد مأمناً لنفسه من الملاحقة البريطانية له أربعينات القرن الماضي، إلا بعد طلبه الاستجارة من الملك عبدالعزيز والدخول عليه عقب صلاة الفجر، الأمر الذي أجابه "أخو نورة" بالقبول دون معرفته شخصية الرجل المستجير الذي تبين له بعد أن أجاره أنه الرجل المطلوب للمملكة، ليقف «معزي» صامداً بإجارة «رشيد» رغم إصرار «تشيرشل» على تسليم الكيلاني -المواطن السعودي لاحقاً- لبريطانيا، الأمر الذي كاد أن يصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ولم تقف فصول رواية «زبنة رشيد» عند هذه الحدود فحسب، بل ذكرت إحدى الروايات أن الملك عبدالعزيز عين «رشيد» سفيراً لدولته لدى بريطانيا، الدولة التي كانت تطالب به حياً أو ميتاً بعد أن عينه مستشاراً في الديوان الملكي، في دلالة على أبلغ قصة وفاء للمستجير لدى «إخوان نورة»، لتعيد بذلك تغريدة «خالد بن أحمد» القصة للأذهان وتفتح باب التساؤل على: إلى ماذا يذهب إليه الوزير البحريني؟.