-A +A
فهيم الحامد (جدة) OKAZ_online@
ما زالت نظرية المؤامرات القطرية متجذرة في النظام القطري المارق للأسف الشديد.. وآخر ما تمخض عنه هذا الفكر التآمري، ما زعمه وزير خارجية «النفي» القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بأن السماح لحجاج قطر بأداء مناسكهم استكمال لسلسلة المؤامرات، بحسب قوله.. وهذا يجسد الفكر التآمري القطري القميء نصا وروحا، لأن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جاءت من التزام إسلامي حبا واحتراما للشعب القطري، الذي تربطنا به علاقات تاريخية وطيدة، كما أكد خادم الحرمين الشريفين ونائبه الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائهما مع الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، والذي نتج عنه فتح معبر سلوى الحدودي واستضافة الملك سلمان جميع الحجاج القطريين على نفقته الشخصية، لا يريد من ذلك جزاء ولا شكورا، بل احتراما لوساطته وحبا في الشعب القطري.

وللأسف الشديد أن حكام قطر الذين دأبوا على التآمر على مقدرات المنطقة، وارتموا في أحضان النظام الطائفي القميء، ودعموا التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح لتدمير المنظومة الخليجية، لم يستفيدوا من مبادرة الملك سلمان التي كانت مؤشرا إيجابيا على أن السعودية تنظر إلى الشعب القطري، نظرة احترام ولم يستفيدوا من هذه الفرصة لكي يلتزموا بالمبادئ الستة التي تبنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والامتثال للشروط العادلة التي تحافظ على قطر كدولة مسؤولة في المحيط الخليجي بعيدة عن الإرهاب والفكر الطائفي، وتعود إلى الحضن الخليحي. وعندما يدعو وزير النفي القطري السعودية للابتعاد عن تسييس الحج، فهو يضع بلاده المارقة في المربع صفر، لأنها هي التي دعت لتسييس الحج منذ اليوم الأول، والسعودية رفضت هذا الفكر منذ تأسيس هذه البلاد ولم تسمح على الإطلاق للعبث بأمن الحج أو تسييسه باعتباره خطا أحمر.. وزير النفي القطري يعتقد أن منع الحجاج القطريين كان لأسباب سياسية.. وجاء السماح لأسباب سياسية أيضا، وهذا الكلام مردود عليه جملة وتفصيلا، لأن السعودية لم تمنع الحجاج القطريين على الإطلاق من أداء مناسك الحج، وحددت الضوابط لوصولهم، ولكن النظام القطري رفض هذه الضوابط القانونية.


لقد بادر الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، بالوساطة والشفاعة لدى القيادة، والملك سلمان خير من يقدر الوساطات والشفاعات، لأنه يمثل النخوة والشيم العربية الأصيلة.. وعندما نستذكر ما قاله الشيخ في تغريدته، التي شكر فيها الملك سلمان ونائبه، على حسن استقباله وإكرامه، قال: «هذا طبع إخوان نورة.. نعم هذه طباع إخوان نورة.. الشرف والكرامة والنخوة والشيم والعدل ونجدة المظلوم».