-A +A
لم تكن عمليتا الدهس الإجراميتان اللتان جرتا أمس الأول في برشلونة، حدثا منفصلا عن كل ما يحدث في هذا العالم الواسع المتداخل المسكون بالخوف والاضطراب، بسبب انتشار موجات الإرهاب الأعمى.

ذلك الإرهاب الذي لا يعرف أي معنى للرحمة والسلام، والذي لا يفرق بين ضحايا إجرامه، قاتلا وغادرا ومعتديا لمجرد إشباع شهواته المرضية في الإجرام.


وما الصراع الدائر عالميا لمكافحة هذا الإرهاب، والوقوف في وجهه بقوة وصرامة، إلا إدراك مترسخ بمدى خطورته على الأمن والسلام العالميين، وعلى الاقتصاد الدولي، وعلى المجموع البشري الذي ليس له علاقة بكل ما يجري.

إن الإرهاب الذي حذر منه الخيرون على هذه الأرض، ونبهوا من خطورته، ورفعوا أصواتهم عاليا، من أجل أن يستيقظ من لا يزال في غفوة، هو الداء الذي لا شفاء له إلا باستئصاله من جذوره، واقتلاع منابع إمداده بالمال والرجال والسلاح، وإغلاق المنافذ التي يتنفس من خلالها، سواء كان ذلك من دول تستغله في إثارة الفوضى، أو من قبل جماعات تسعى من خلاله إلى تحقيق مآرب سياسية خاصة لها يظهرها بصورة معتدلة، بل حتى لو كان من قبل أفراد دافعهم الحماسة غير المنضبطة والتطرف في رؤيتهم لمجريات الأحداث العالمية.

وما إعلان «داعش» تبنيها لحادثتي برشلونة الإجراميتين اللتين راح ضحيتهما العشرات من الأبرياء، إلا دلالة على أن القضاء على هذا التنظيم الإجرامي فرض لن يعيش العالم بسلام دون تحقيقه.