-A +A
حمود أبو طالب
انطلقت قبل أيام إشاعة سخيفة مفادها أن المملكة طلبت وساطة لتحسين العلاقات مع إيران، ما اضطر حكومة المملكة إلى إصدار بيان عاجل ومفصل ينفي ما تم تداوله ويدحض الخبر جملة وتفصيلا ويشرح الأسباب التي لا تجعل المملكة تفكر في التقارب مع إيران سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

مسألة توجه المملكة لبناء علاقات إيجابية مع الدول الشقيقة والصديقة تنطلق من كونها عضواً في الأسرة الدولية، ودولة تستند سياستها على التبادل الإيجابي مع دول العالم لخدمة شعوبها وتطويرها، والتعاون بما يحقق المصالح المشتركة، واحترام السيادة والشؤون الداخلية للدول. وفي حالة وجود اختلاف أو خلاف في أي شأن فإن من ملامح السياسة السعودية السعي لتجاوزه بكل الوسائل الممكنة وعدم التصعييد أو الانجراف إلى المهاترات. إنها سياسة تتميز بالنفس الطويل والأناة لكنها في ذات الوقت لا تقبل العبث بأمن ومقدرات واستقرار وسلامة المملكة وسيادتها التي تكفلها لها القوانين والمواثيق والعهود الدولية.


مرات عديدة سعت المملكة إلى التعبير عن حسن النوايا تجاه إيران والرغبة في علاقة جيدة معها كأي دولة أخرى، لكن إيران فشلت فشلاً ذريعاً في قدرتها على أن تتصرف كدولة كما ينبغي، ومارست كل ما من شأنه تأكيد تربصها بالمملكة واستهداف أمنها منذ قيام الثورة الخمينية إلى الآن. لقد فعلت ذلك مباشرة وعبر عملائها وجواسيسها ومخربيها الذين يعيثون فساداً في محيطنا ويشعلون الفتن. وسجل إيران ضد المملكة مليء بكل شواهد وقرائن العداوة والشر.

فرص كثيرة أتيحت لإيران لكنها لم تنجح فيها لتثبت للعالم أنها عصية على الخروج من التفكير الميليشياوي إلى فكر الدولة، ولذلك يصعب أن تكون لها مصداقية أو يوثق بها، لا سيما من الدول التي عانت من همجيتها ومؤامراتها. نحن نتمنى علاقات جيدة مع إيران لكن ذلك مشروط بتغيير سلوكها وإثبات حسن نواياها بشكل واضح ومؤكد ومستمر.