-A +A
حمود أبو طالب
وسقطت ورقة المزايدة بالحج، التي ظن النظام القطري أنها الورقة الرابحة التي يستطيع المزايدة والمناورة الإعلامية، بها بحسب الإستراتيجية التي وضعها الأوصياء على النظام، أمثال الإسرائيلي عزمي بشارة، والإخواني القرضاوي، وفريق عملهم من المطاريد ورد السجون والخارجين على القانون، الذين لا يصح أن يأتي ذكر الحج والمشاعر المقدسة واسم المملكة على ألسنتهم التي لا تنطق سوى الكذب والزور والبهتان.

سقطت الورقة؛ لأن نظام الحمدين أراد أن يسوّق قضية مختلفة عن القضية الحقيقية المتمثلة في المقاطعة التي قلبتها قطر إلى حصار، والاشتراطات التي وضعتها المملكة كحق سيادي لها ضد دولة مارست أحقر المؤامرات ضدها، فقررت إغلاق مجالها الجوي وحدودها معها، ولم تمنع أبداً الحجاج القطريين من القدوم، لأن المملكة لا يمكن أن تفكر أبداً في ذلك، فما كان من عباقرة المستشارين في الديوان الأميري سوى الاستبشار بهذا الموضوع ومنع تسجيل الحجاج القطريين على أمل أن يبدأ الصياح والنواح بأن المملكة تمارس تسييس الحج، بينما قطر هي التي فعلت ذلك بصورة ساذجة وفجة.


قرر الملك سلمان ألا يضع حلم القطريين في الحج رهن حماقات النظام القطري، وليؤكد له أن القطريين إخواننا وفي قلوبنا وأننا أحرص عليهم من نظامهم الذي لم يعد يفرق بين الحق والباطل، فكان قراره باستضافة جميع الحجاج القطريين وفتح المنفذ البري ونقلهم على أسطول الخطوط السعودية مجانا من الدوحة معززين مكرمين، ليعرف عباقرة التخطيط السياسي المستقدمين في قطر أنهم أبعد وآخر من يعرف حقيقة المملكة وخدمة الحرمين الشريفين وماذا يعني ذلك لدولتنا.

سيحل الأشقاء القطريون ضيوفا على الرحمن وعلى أشقائهم السعوديين ملء القلوب والعيون، لأنهم دائماً إخوة أشقاء ولا خلاف بيننا، خلافنا فقط مع النظام الذي صادر وطنهم لصالح الغرباء الذين يتلاعبون بمستقبله ويضعونه في مهب الريح..