الصيعري يتحدث للزميل النعمي. (تصوير: مديني عسيري)
الصيعري يتحدث للزميل النعمي. (تصوير: مديني عسيري)




محمد الصيعري
محمد الصيعري
-A +A
حاوره: محمد النعمي
في الليلة الظلماء يفتقد «الهداف»، هكذا هو حال الجماهير الاتحادية وهي ترقب مذهولة لاعبها الشاب محمد الصيعري، الذي نشأ وترعرع بين أسوار ناديها، وصقلت موهبته كلاعب هداف في الفئات السنية وصولا إلى المنتخب الوطني لدرجة الأولمبي ولكنه فجأة وفي غمضة عين بات يلمع ويسطع بريقه من جهة الشرق.

بنبرة تعتصرها الحرقة والألم يقول الصيعري: بذلت جهداً كبيراً قبل دخولي فترة الستة أشهر للبقاء في الاتحاد ولكن صدق من قال «قد أسمعت من ناديت حياً، لكن لاحياة لمن تنادي».


وبلغة التفاؤل والتطلع للمستقبل، يعكف الصيعري على التسلح بالفكر الاحترافي من نبع التجارب المختلفة لكتابة اسمه بمداد من ذهب على كتاب مشواره في الملاعب سواء مع ناديه الحالي الاتفاق أو المنتخب الوطني الأول والذي يتمنى أن يعود له عبر بوابة كأس العالم ٢٠١٨ ويكون ضمن صفوفه. الصيعري باح عبر «عكاظ» بحزمة من الاعترافات التي تطالعونها في الحوار التالي.

• انطلاقة مشبعة بالتفاؤل للنواخذة هذا الموسم عقب الفوز ببطولة تبوك الدولية، ومساهمة منك بإحراز هدف الفوز، إلى أي مدى سينعكس ذلك على مسيرة الفريق دورياً والتي استهلها بالفوز على الاهلي ؟

•• بكل تأكيد سيكون لها أثر إيجابي كبير على معنويات اللاعبين، وهي بمثابة حافز لجيل متحمس للغاية لإعادة أمجاد الاتفاق، وللعلم العمل جماعي في الاتفاق وما تحقق يحسب لفريق متكامل بداية بإدارة النادي ومروراً بالجهاز الفني وانتهاء باللاعبين، والتركيز منصب لإسعاد الجماهير الاتفاقية ولعل الفوز على الأهلي أكبر حافز للجولات القادمة خاصة أمام النصر اليوم.

• على الصعيد الشخصي، هل صقلت التجارب الاحترافية مع هجر والتعاون والاتفاق موهبة محمد الصيعري؟

•• اكتسبت الكثير من الفوائد والمعرفة والخبرة والتي انعكست بصورة إيجابية على مستواي الفني، ولله الحمد نجحت في تجربتي الأولى مع هجر وسجلت ثمانية أهداف، ومن ثم تجربة الاتفاق والتعاون، وعلى رغم قصر المدة الزمنية التي قضيتها في سكري القصيم إلا أنني خرجت بفوائد لا تعد ولا تحصى، خصوصاً وأن العناصر التي يضمها الفريق تثري أي لاعب وتساعده على البروز وتسهم في تصاعد مستواه نحو الأفضل وبشكل سريع.

• تحتاج إجابتك إلى توضيح ما هي الفوائد على وجه التحديد وممن استفدت؟

•• الجميع دون استثناء، فالعمل الإداري كان احترافياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، إضافة إلى أن الفريق يضم أسماء لامعة من حراسة المرمى والدفاع وصولاً إلى خط الوسط والهجوم، والمجموعة في التدريبات وأثناء المباريات متفاهمة لأبعد حد، وتحرص على نجاح كل لاعب، كونه في نهاية الأمر نجاح يحسب لصالح الفريق، إلى جانب الانضباط الإداري والفني والتدريبات القوية والدعم المعنوي من الجماهير كل ذلك أثرى التجربة وكان له مردود إيجابي حاضرا ومستقبلاً.

• بما أنك تطرقت للمستقبل، إلى ماذا تطمح؟

•• أطمح إلى كتابة اسمي كأفضل مهاجم سعودي.

• وهل تعتقد أن الطريق لتسجيل الأفضلية مفروش بالورود؟

•• بكل تأكيد لا، أعي تماماً أن الوصول إلى هذه المكانة يتطلب العمل الجاد وفق نهج احترافي خارج الملعب قبل الدخول للتدريبات والنزول للملعب، وهذا ما تعلمته من التجارب السابقة وأعمل جاهداً على تطبيقه ميدانياً، ولا أخفيك عملت وسأظل أعمل على تصحيح الأخطاء متى ما حدثت، والاستفادة من توجيه المدربين والإداريين وشيئاً فشيئاً بحول الله لحين الوصول إلى المبتغى.

• بالعودة للموسم الماضي، اسألك تحديدا عن أسباب انتقالك من الاتفاق للتعاون؟

•• السبب يعود لتغيير طريقة تعامل المدرب الإسباني (جاريدو) فجأة ودون سابق إنذار على رغم مشاركتي مع الفريق في المواجهات الثلاث، الأولى وحققنا حينها نتائج إيجابية، ولازلت أجهل الأسباب لوضعي خارج حساباته على رغم محاولة إدارة النادي معرفة الأسباب وحلها إلا أن المدرب كان مصرا على رأيه، وبالتالي كان من الأفضل خوض تجربة جديدة بنظام الإعارة وهو ما حصل بأن وقعت لنادي التعاون لمدة ستة أشهر سجلت فيها خمسة أهداف.

• تميزت خلال لعبك مع التعاون بتسجيل أهداف من كرات ثابتة؟

•• هذا نتاج تدريب يومي متواصل على طريقة لعب الكرات الثابتة مع لاعب الخبرة الروماني سان مارتن والذي علمني كيفية تنفيذها، وكان يصطحبني نهاية كل تمرين برفقة أحمد الزين ومحمد أبو سبعان للتدرب على لعبها من فوق حائط الصد، ومن بعدها صرت أحرص على مناداة مارتن للتدريب على لعب الكرات الثابتة عقب نهاية تمارين الفريق وبفضل الله نجحت في تسجيل أهداف مؤثرة لصالح التعاون.

• حدثنا عن بداياتك وتدرجك في الفئات السنية لنادي الاتحاد كلاعب هداف، ومساهمة ذلك في وصولك للفريق الأول وتمثيل منتخبنا الوطني الأولمبي؟

•• من الفترات الجميلة والخالدة في الذاكرة ولا يمكن أن تنسى، برزت حينها في الفئات السنية لنادي الاتحاد وكان بروزي سبباً في وصولي لتمثيل المنتخب الوطني والمشاركة بقميص الوطن في عدد من البطولات، ساهمت حينها بتسجيل أكثر من هدف مؤثر وهو ما أسعى إليه هذه الأيام بتمثيل منتخبنا الوطني الأول.

• ولكن الجميع استغرب تفريط إدارة الاتحاد في هداف الفريق والمنتخب الأولمبي وتنازلها عنك لنادي هجر، ما هي الأسباب؟

•• وقعت عقد احتراف مع نادي الاتحاد لمدة ثلاث سنوات إبان لعبي مع الفريق الأولمبي، وصادف انتهاء عقدي صعودي للفريق الأول وكنت أخاطب الإدارة الاتحادية كثيراً في محاولة مني للبقاء وعدم مغادرة أسوار النادي الذي نشأت فيه ومدينة جدة، دون أي تفاعل من إدارة إبراهيم البلوي والتي كانت ترد على محاولاتي بعبارة (أصبر ونشوف)، ففضلت قبول عرض نادي هجر بعد دخولي فترة الستة أشهر، خصوصا بعد أن تأكدت من عدم وجود رغبة في تصعيدي للفريق الأول الاتحادي بناء على وجهة نظر خاصة من أحد إداريي الفريق الأول.

• الجماهير الاتحادية يهمها معرفة اسم الإداري المتسبب في رحيلك ومعرفة تفاصيل الخلاف؟

•• إداري الفريق حامد البلوي، والذي لم يكن يحسن التعامل معي لأسباب لا أعرفها وأجهلها حتى اللحظة ولازالت مصدر استغرابي، خصوصا وأن التجاوب في عملية انتقالي لهجر كان سلسا وسريعا، وصل لحد التنازل عن بدل التدريب والذي كان عالياً شريطة الانتقال لهجر.

• حدثني عن الأجواء داخل نادي الاتحاد في ذلك الوقت، هل كانت مريحة لكم كلاعبين؟

•• الوضع كان مكشوفا للجميع والجماهير الاتحادية على وجه الخصوص، ولا أستطيع الجواب على سؤالك بلسان جميع اللاعبين، ولكني على الصعيد الشخصي كلاعب من أبناء النادي لم أكن أشعر بأريحية في النادي لأسباب إدارية بحتة.

• كلمة أخيرة من الصيعري.

•• شكرا لـ «عكاظ» على هذه الفرصة، وأعد الجماهير الاتفاقية برؤية ما يسعدها والخروج من الموسم ببطولة تثلج صدورها وفريقنا مؤهل لذلك.