-A +A
محمد الطاير (جدة) m_altayer@
لم تكن المحاولة التي قام بها نظام الدوحة لترويج كذبة تقول إن السعودية تسعى لوساطة مع إيران بالمحاولة الأولى، إذ سعى على مدى أعوام إلى ترويج شائعات مشابهة بهدف «تشويش» الحقائق وتغطية وجه نظام الدوحة القبيح وعلاقاته بتنظيمات إرهابية وبدولة الاحتلال الإسرائيلي، فأطلق إعلام الظل الذي يموله و«خلايا عزمي» الإلكترونية للعمل بشكل مكثف طوال الأعوام الماضية للعزف على هذا الوتر، ومحاولة ربط السعودية بهذه الجهات، فيما تظهر الوثائق والصور التي انتشرت أخيرا أن قطر هي «أم العلاقات الآثمة» مع الجهات الثلاث: الإرهاب – إسرائيل – إيران.

الكذبة الأخيرة التي حاول نظام قطر ترويجها جاءت لتغطية الوجود الكبير لمسؤولين وقوات إيرانية في الدوحة، والاجتماعات المكثفة التي تعقد في طهران منذ أسابيع لتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني، بإشراف مباشر من المكتب الأميري، حسبما قالت مصادر لـ«عكاظ».


وتثبت وثائق الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن قطر دأبت على الامتناع عن انتقاد الأنشطة الداخلية والخارجية لطهران، ووقفت ضد قرارات عدة أصدرها المجلس لإدانة تدخلات الملالي في الشأن الخليجي، ولا يزال الساسة الخليجيون يتذكرون بـ«اشمئزاز» دعوات أطلقها حمد بن خليفة آل ثاني قبل نحو عقدين، وطلب فيها مشاركة إيران في الترتيبات الأمنية للخليج العربي!

ولم تستطع الدوحة تغطية العلاقة الدافئة التي تجمعها بطهران، فرغم أن الملالي بعد صعود الخميني رفعوا شعار تصدير الثورة، وحاولوا إسقاط الأنظمة الخليجية، إلا أن نظام الدوحة فتح قنوات للتواصل معهم وتقديم تطمينات بأنه يقف في صفهم، ما جعل إيران تقف دائما معه في أي خلاف مع دول الخليج، وتثبت فضائح قطر المتوالية العلاقة التاريخية الآثمة بين الدوحة وطهران.

وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، لم يستبعد مراقبون تقديم المساعدة العسكرية من جانب طهران للدوحة، إذ دعمتها على الفور بعد إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عن قطع العلاقات مع نظام الدوحة، وجرت مكالمة هاتفية بين أمير قطر تميم بن حمد ورئيس إيران حسن روحاني، أكد فيها روحاني أن إيران «ستقف إلى جانب قطر»، وبعدها بأيام تحدثت تقارير إعلامية عن إرسال الحرس الثوري الإيراني قوات لحماية تميم وأسرته من أي تحرك قد يقوم به الشارع القطري ضد النظام.