-A +A
حسين الشريف
• عادة ما تأخذ المسميات أو الصفات نصيبا من أصحابها.

• وهنا نحن أمام حالة قد تبرهن على صحة تلك النظرية.


• فمن وصف الأهلاويين بالمجانين كان محقا، فالعشق في أقصى درجاته هو بالضرورة جنون تجاوز حدود العقل.

• بالتالي لا ألوم أنا شخصيا الأهلاويين كثيراً عندما يقعون في أخطاء كوارثية نتيجة لقرارات اتخذت من منطلق عاطفي بحت.

• كما لا أستغرب تأثير جنونهم على عقلانية تصرفهم في كل ما يتعلق بمعشوقهم.

• خذ مثلا.. الكم الكبير من الأخطاء التي رافقت اتخاذ القرار لتجهيز فريق بطل لموسم كان يأمل غالبية المجانين - عفوا الأهلاويين - أن يكون موسما استثنائيا، فإذا هو وتأسيسا على كل ما ذكرت يكشف عن أن أزمة الأهلي هي أزمة فكر أولا.. وثانيا.. وعاشراً.

• فالعمل التحضيري للأهلي لم يكن مبنيا على إستراتيجية تقوم على «الفكر» الإداري الذي يستشرف المستقبل ويلبي احتياجاته بقدر ما كان عملا ارتجاليا صاحبه انتهاز بعض السماسرة الفرصة، مستغلين العاطفة الجياشة التي حجبت كل السلبيات أمام صناع القرار، مما كان سببا في استمرارية الأخطاء مع بداية كل موسم.

• وقد لا نحتاج إلى كثير عناء للاستدلال على ارتجالية القرار في البيت الأهلاوي.

• فنظرة واحدة لكيفية التعاقد مع مدرب «غامض» التاريخ والسيرة.

• مروراً بآلية التعاقدات مع اللاعبين الأجانب والتي ظلت تشكل صداعا مزمنا للمدرج الأهلاوي.

• كلها تخبطات تسقط ورقة التوت عن ضبابية العمل الإداري وغياب النهج المؤسس في ناد يتمتع باستقرار مالي وتوافر مرجعية في حجم الأمير خالد بن عبدالله.

• فالشواهد الحاضرة أكدت قبلا حاجة الفريق الملحة لمدافع «قائد» في ظل المعاناة المستمرة منذ رحيل أسامة هوساوي.

• إلا أن مسيري النادي وقفوا عاجزين عن علاج هذه الثغرة برغم توفر الإمكانيات المادية التي تؤهلهم لجلب أفضل المدافعين.

• فالفكر الاحترافي المغيب بفعل العاطفة جعل الفريق يدفع الثمن باهظا العام الماضي وربما هذا العام.

• فلو كان هناك فكر إداري محترف لتحرك المفاوض الأهلاوي مبكراً ولسابق الزمن منذ منتصف الموسم الماضي لتأمين مدافع قائد.

• وأيضا لتأمين مدرب كبير يليق بالفريق ويلبي طموحاته، لكن «تواصلت العادة» تأخير يتبعه تأخير.

• ثم استقطاب عشوائي لأي لاعب يوصي به أحد السماسرة الذين يمونون على مسيري النادي.

• فما يحدث في الأهلي لا يمكن تفسيره بغير جنون العشق الذي يدمر معشوقه، وبالفعل من الحب ما قتل.

باختصار..

• الأهلي أضاع موسم تأكيد العودة، وربما فقد البوصلة تماما إذا واصل نهجه الحالي دون تغيير.

• فالطريق إلى زعامة آسيا يحتاج فكرا غير الموجود الآن.

وقفة

:

• الفوز له أب واحد أما الخسارة فلها مليون أب.. لا يحدث ذلك إلا في الأهلي.