القصيبي
القصيبي
-A +A
أنس اليوسف (جدة) @20_anas



«رحم الله غازي القصيبي».. عبارة ما فتئ السعوديون ترديدها، كلما استذكروا مناقبه، وحنكته الإدارية، ليحرك أمنياتهم، تزامنا مع ذكرى رحيله، في تاريخ الـ15 من أغسطس، بتكريمه كأقل أنواع الوفاء له ولذكراه.

رحل القصيبي منذ سنوات، إلا أنه ما زال يسبغ الحكمة والنصيحة الرشيقة على أجيال أتت من بعده، حتى وجسده بين دفتي ثرى وروحه ماثلة في دار البقاء، إذ إن ذكراه ما انفكت تقرع طبول ذاكرة السعوديين كل عام، والمثقفين منهم على وجه التحديد بشكل دائم.




يفسر متخصصون الألق والجاذبية للقصيبي بأنها نتاج إطلالة بهية آسرة للناس، وابتسامة بريئة لا يمكن أن تحجب تحت أي ظرف، أشرع أبواب علاقة حميمة بينه وبين محبيه، طوقها بأكاليل من الإبداعات في أعماله الأدبية.

ورغم أن العمل الإداري قد خطفه منذ ريعان شبابه، إلا أن ذلك الوهج لم يحرره من ربقة الشعر فانساق ما بين جدولي المتنبي وعزيزة هارون، فكتب القصيدة والقصة والرواية، وألقاها ومنحها مكانة خاصة في اهتماماته، تاركا خلفه شلال ضياء يفيض بالحنين والمشاعر.




القصيبي الذي كتب يوما ما عن شهر رمضان، بكونه لم يعد ذلك الضيف الغالي كالسابق، وتغيرت بعض ملامحه، مما دفعه الحنين إلى رمضانه القديم، أصبح اليوم سهيل ويارا وفارس ونجاد يعيشون ذات الأفكار المختلطة، عن رمضانهم الحالي، تواقين لرمضان كان يشاطرهم فيه أباهم جزءا من روحانيات الشهر الفضيل.

ومن خلال التأمل في محطات القصيبي ومناصبه الإدارية، يرى مراقبون أن تجربته الثرية كرجل دولة، تمحورت حول بث الروح في أي موقع يتسلم فيه منصباً، بدءاً من الجامعة، مروراً بوزارة الكهرباء والصناعة، ووزارة الصحة، والسفارات التي خدم فيها، انتهاءً بوزارة العمل.