x1000_3f815bfb53.jpg.pagespeed.ic.mBZVEGxFQg
x1000_3f815bfb53.jpg.pagespeed.ic.mBZVEGxFQg
300979
300979
464886
464886
-A +A
علي بن يوسف اليوسف (الرياض)
علّمتنا الحياة أنها لا تترك فرحة بلا ثمن، وعلّمتنا أن لا وجود لفرحٍ دائم، ولا وجود لحزنٍ دائم. ولكن هناك ذكرى حزينة تبقى في نفوسنا حتى يوم يبعثون، لا يجف دمعها مهما بلغنا من درجات الرضا والسعادة. وللعرب موعد مع الأحزان في شهر الحرارة والرطوبة الخانقة، هذا الموعد بدأ من أغسطس لعام 1990 عندما تم اجتياح الكويت من قبل قوات النظام العراقي، ثم بعد عشر سنوات وفاة قيثارة الفن المطرب الراحل طلال مداح.

فيما كان رحيل حسين عبدالرضا في شهر الأحزان وكأنه يُريد أن يُرسخ ذكرى الحزن والألم للكويتيين والعرب في هذا الشهر، وبرحيله المر فقدنا رمزاً كوميدياً يصعب جداً أن يتكرر في عالم الفن الخليجي والعربي، لأن (حسينوه) أيقونة فنية كوميدية جمعت كل شيء؛ فهو مجموعة من الألوان الفنية والمواهب المتعددة التي يُفاجأ فيها المتلقي في كل عام.


برحيل حسينوه، نحن ندفع ثمن الضحك والسعادة بحزننا عليه، لأننا على يقين أن رحيله يصعب جداً تعويضه، وقد نستمر لسنوات قادمة نستمتع في تكرار مُشاهدة أعماله الكوميدية، و(نجتر) ذكرياتها السعيدة.

اليوم دروازة عبدالرزاق في فريج العوازم مسقط رأسك يا حسين في عام 1939 تبكي حزناً على رحيلك، وفي ذات الوقت تفتخر بشهادة ميلاد رمز من رموز الفن العربي فيه.

برحيل حسينوه فقدنا ركناً أساسياً من أركان الكوميديا العربية؛ لأنه رحل تاركاً مجداً فنياً ضخماً، وإرثاً ثقافياً لن يتكرر. في عالم الكوميديا يصعب التعويض، ويصعب تكرار المواهب الفذة، ولا نُبالغ إن قلنا يستحيل أن تتكرر موهبة فنية كحسين عبدالرضا.

ماذا قال لي في بداياتي الصحفية في مهرجان التلفزيون؟

للراحل مواقف متعددة مع الإعلاميين وكان لي معه موقف في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في البحرين عام 2001 وكان ذلك في بداياتي الصحفية، وذلك عندما رفض الإجابة على سؤال يتعلق بانفصاله عن رفيق دربه سعد الفرج وعندما أصررت وبإلحاح على الإجابة انفعل (أبو عدنان) وقال:

ماراح أجاوبك، ولن أُكمل بقية الأسئلة أيضاً.

ثم أضاف بعد صمت قليل:

للإعلام السعودي مكانة خاصة في قلبي لا تفسدها في أسئلتك، واليوم أنا سعيد بتكريمي في هذا المهرجان الذي يضم نخبة من النجوم البارزين، ونؤجل الحديث عن الأسئلة (الاستفزازية) لاحقاً.

قبل أن يبدأ الثنائي حسين عبدالرضا وناصر القصبي بتصوير مشاهد مسلسل أبو الملايين الذي تمت إذاعته في عام 2013. أذكر أنني سألت حينها المخرج عبدالخالق الغانم عن توقعه لهذا الثنائي وهل بينهما (كيمياء)، فرد ضاحكاً:

«مو بس (كيمياء) بل أكثر من ذلك، هذا الثنائي بينه توأمة وتناغم عجيب وسيُمتع الجمهور كثيراً».

واستنتج الغانم ذلك أثناء زيارته لموقع تصوير مسلسل أبو الملايين.

لحسين عبدالرضا معزة خاصة في قلب ناصر القصبي زادت وكبرت بعد تعاونهما، ولعل حلقة (قلب للبيع) في سيلفي الأخير كانت آخر وقوفهما معاً.

إذن رحل حسينوه تاركاً خلفه فراغاً كبيراً وإرثاً فنياً ضخماً يصعب جداً على أبناء الجيل الحالي أو الأجيال الفنية القادمة أن تسد مكان هذا الفراغ.