-A +A
عبدالله عمر خياط
.. أحسب.. بل وأكاد أجزم أنه لو كان بأمانة محافظة جدة من يفكر لمخترع جديد لبادر بطلب إقامة معرض فريد من نوعه ولن يكون له مثيلاً، ليس فقط في المملكة بكافة المناطق والمحافظات وإنما في سائر دول العالم.

والمعرض كما يرى المعنيون بالكلفة المالية لن يُحمل الأمانة أي مبلغ، وإن كان ولابد فلن يزيد المبلغ عن عشرة آلاف ريال شريطة النزاهة.


ولكن الذي يبدو أن الأمانة غارقة في الأوراق بداخل مبناها، فلا أحد يرى موظفا أو مراقبا أو مفتشا بالشوارع، ناهيك عن معالي الأمين الذي لا يُرى ولا حتى في المناسبات أو المجالس التي تقتضي وجوده فيها.

أعرف أن فكرة المعرض غير ربحية، ولذا ربما لا يفكر فيها رجال الأمانة.

لا تضحكوا فضلاً، ففكرة المعرض هي أن تقيم الأمانة معرضا للسيارات الهالكة أو «المركونة» أو المستترة بغطاء، بعيداً عن الأعين. وذلك بتجميعها في موقع مناسب، فمنها السيارات العالية القيمة، أو هي من الموديلات المنقرضة التي لم تعد تستورد أو أن شركة تصنيعها قد أصبحت في خبر كان.

إن كل شارع بما فيها الشوارع الرئيسية وكل حي فيه من السيارات الهالكة والمركونة أعداد وأعداد تصلح لأن يتكون منها معرضاً تنساب من حوله المياه غير العطرة والصادرة عن مئات المصادر، إذ لا تمر بشارع إلا وبه مياه منسابة بصورة شبه مستمرة، حتى وإن توقف انسيابها ليوم أو يومين، فإنها في اليوم الثالث ستعود وبوفرة لتملأ الشوارع بالمياه الكريهة والتي قد تلحق بالعابر سبيل برشات تصيبه بالنجس وضيق النفس..

إن أعمال الأمانة تتطلب جهدا وكفاحا، وأذكر بهذه المناسبة أنه عند صدور الأمر السامي بمنح معالي الأستاذ عبدالله عريف أمين العاصمة الأسبق – رحمه الله - وساماً، أقام لمعاليه الأهالي في مكة حفلاً كبيراً بحديقة «الزاهر» حضره الوزراء وكبار المسؤولين، من بينهم معالي الأستاذ عبدالله النعيم أمين مدينة الرياض، الذي كان حديث عهد بالمنصب فأدهشه أن رجالات مكة قد حملوا العريف وهو بسيارته من الشارع للمنصة.

وبعدما استمع الأستاذ النعيم لما قيل للعريف من ثناء لا نفاق فيه، لأنه قد تقاعد ولم يعد يسترجى منه نفعاً، طلب الأستاذ النعيم الكلمة فكان مما قال: «كان اعتقادي عندما صدر الأمر بتعييني أميناً لمدينة الرياض أنني سأصبح مكروهاً عند غالبية الناس، ولكني بعدما رأيت أخي معالي الأستاذ عبدالله عريف محمولاً بسيارته على الأعناق، بالإضافة للثناء الوفير الذي تضمنته كلمات المتحدثين أدركت أن الجزاء من جنس العمل وأن من يحسن معاملة مواطني مدينته سيلقى خير الجزاء».

السطر الأخير:

كل عمل له دلالة على مسيرة صاحبه