سيارة تدهس متظاهرين في فرجينيا الأمريكية.
سيارة تدهس متظاهرين في فرجينيا الأمريكية.
-A +A
وكالات (واشنطن)

استمر تدفق المتظاهرين على مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا الاميركية اليوم (السبت)، ما اضطر حاكم الولاية الى اعلان حالة الطوارئ، فيما سعت قوات الامن الى احتواء اشتباكات عنيفة.

في حين يصف مراقبون بأن ما يحدث من مظاهرات في فيرجينيا هي الأهم منذ عقود، بحسب مركز "سذرن بوفيرتي لو سنتر"، بعد أن توافد ما يقارب ٦٠٠٠ شخص من اليمين المتطرف في أمريكا إلى المدينة الهادئة "شارلوتسفيل"، لتعم الفوضى فيها، بعد اشتباكات مع معارضين لهم.

واحتشد المئات في المدينة للمشاركة في مسيرة "وحدوا اليمين"، اضافة الى متظاهرين مناوئين لهم بعد يوم من تظاهر عدد من الاشخاص وهم يحملون الشُعلات في حرم جامعة المدينة الذي يسوده الهدوء عادة.

فيما دعا الرئيس الاميركي دونالد ترمب السبت الى الوحدة على وقع المواجهات، داعيا الاميركيين الى "ادانة كل أشكال الكراهية"، مضيفاً في تغريدة "يجب أن نتحد جميعا وأن ندين كل أشكال الكراهية .. هذا النوع من العنف ليس له مكان في أميركا. دعونا نتحد".

ووسط ذلك صدمت سيارة حشدا في شارلوتسفيل ما اسفر عن عدد من الجرحى.

واظهر شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة داكنة اللون تصدم بعنف مؤخرة سيارة اخرى قبل أن تنطلق مجددا في اتجاه الخلف وسط المتظاهرين. واظهرت مشاهد اخرى جرحى ممددين على الأرض.

واعلن حاكم الولاية تيري ماكاوليف حالة الطوارئ، قائلا على "تويتر" أنها "ضرورية لمساعدة الولاية على مواجهة عنف مسيرة اليمين المتطرف في شارلوتسفيل"، وسط اشتباكات بين المئات من الطرفين.



وبدأت الشرطة باخلاء حديقة "ايمانسيبيشن" في المدينة، وقامت بعدد من الاعتقالات بعد أن أعلنت أن المتواجدين في الحديقة يشاركون في "تجمع غير قانوني".

وبحسب مراسل وكالة فرانس برس، أشار إلى وجود متظاهرين في الموقع يرتدي بعضهم ملابس تشبه الزي العسكري، ويرشقون الزجاجات حتى قبل موعد بدء المسيرة.

في حين ذكرت الشرطة على "تويتر" ان عدداً من المتظاهرين استخدموا بخاخ الفلفل، وعرض الاعلام المحلي صورا لشرطة مكافحة الشغب وعناصر من الحرس الوطني وعربة مدرعة وسط المدينة.

وقال الحاكم ماكاوليف في معرض اعلانه عن حالة الطوارئ "اصبح واضحا الان أنه لا يمكن حماية السلامة العامة دون سلطات اضافية، وأن المحتجين الذين اتى معظمهم من خارج الولاية، جاؤوا الى فيرجينيا لتعريض مواطنينا وممتلكاتهم للخطر".

واضاف "أشعر بالاشمئزاز من الكراهية والتعصب والعنف الذي جلبه هؤلاء المحتجون معهم الى ولايتنا خلال الساعات الماضية".





وتأتي مسيرة اليمين المتطرف السبت عقب مظاهرة اصغر حجما الشهر الماضي تجمع خلالها عشرات من المرتبطين بمجموعة "كو كلاكس كلان" للاحتجاج على خطط المدينة، وإزالة تمثال الجنرال روبرت لي الذي قاد القوات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الاميركية.

وانتشرت صور هؤلاء المتظاهرين الذين ارتدى بعضهم الاقنعة البيضاء التي عرفت بها هذه المجموعة، على مواقع التواصل الاجتماعي رغم تفوق عدد المتظاهرين المناوئين لهم.

وشاركت في المسيرة هذه المرة شخصيات بارزة من حركة "اليمين المتطرف" التي يقول الناقدون انها اصبحت اكثر جرأة بعد انتخاب ترمب للرئاسة، في محاولة لحشد المزيد من المؤيدين.

فيما كتبت السيدة الاولى ميلانيا ترمب على "تويتر" بأن ما يحدث "تعصب دنيء" وهي التي نادرا ما تدلي بأي تصريحات، علقت على المظاهرة "بلدنا يشجع حرية التعبير، ولكن لنتحاور دون كراهية في قلوبنا. لا خير يأتي من العنف".

كما قال رئيس مجلس النواب الجمهوري بول ريان على تويتر "الافكار التي تغذي المشهد في شارلوتسفيل كريهة. ليتوحد الاميركيون في وجه هذا النوع من التعصب الدنيء".

وتحولت التجمعات التي سبقت المظاهرات الى اعمال عنف عندما تواجهت مجموعة من القوميين الذين يؤمنون بتفوق العرق الابيض من اليمين المتطرف مع متظاهرين مناوئين لهم.

ووصف رئيس بلدية شارلوتسفيل مايك سيغنر مسيرة الجمعة بأنها "مسيرة جبانة للكراهية والتعصب والعنصرية وعدم التسامح".

وقالت رئيسة جامعة فيرجينيا تيريزا سوليفان "انا حزينة جدا ومنزعجة من هذا التصرف الذي يدل على الكراهية والذي ابداه المتظاهرون الذين كانوا يحملون الشعلات وساروا في حرم الجامعة هذا المساء".