-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
وعدت في مقال الثلاثاء الماضي، وبمناسبة توظيف منى بعلبكي، أن أفصل في مواقف عجيبة وأخرى طريفة تبين أن أكبر مشاكلنا في التعاقد مع موظفين أجانب، وغربيين تحديدا تكمن في تكاسل المعني بالتعاقد عن تقصي السيرة الذاتية والتثبت من صحة المؤهلات والخبرات، وأهم من هذا وذاك التواصل مع من عمل معهم المتقدم للسؤال عنه خاصة من جهات وأشخاص عمل معهم ولم يحصل منهم على توصيات!.

عملت في مواقع كثر، خاصة في المجال الصحي، وعايشت أكثر بحكم علاقة العمل، وشهدت مواقف كثيرة تبين أن التعاقد يتم دون اكتراث!.


في تجربتنا الفاشلة جدا مع تشغيل الشركات للمستشفيات، سواء الأجنبية أو الوطنية (بالمناسبة شركات التشغيل الوطنية جميعها غير متخصصة وتدير بجشع وخداع) وطبيعي أن الأجنبية تبحث عن ربح فاحش ولا يوجد قادر على مراقبتها! وإن وجد فهم يغرون مكاتب الإشراف بالرواتب الإضافية!. المهم، وحتى لا نخرج عن موضوعنا الأساس، إن شركات التشغيل تجلب المتقاعدين (العجائز) للعمل سواء أطباء أو صيادلة أو ممرضات وفنيين، وبعض من تجلب مطرود أصلا من عمله السابق لأسباب أخلاقية أو قصور مهني، والأعجب أن شركة تشغيل وطنية إذا طرد متعاقد لسبب مهني أو أخلاقي من مستشفى تديره في جنوب المملكة مثلا نقلته لمستشفى تديره في الرياض وبالعكس، ولا أحد من مكاتب الإشراف يتقصى أمره قبل الموافقة على تعيينه.

ذكرت للزميل خالد العقيلي في برنامج (يا هلا) أن إحدى شركات التشغيل تعاقدت مع ممرضة أمريكية وعند وصولها اتضح أنها، من كبر سنها وثقل وزنها، تحتاج إلى ممرضة! بل تحتاج من (يعضد لها) أي يسندها لتسير، والمقطع موجود على اليوتيوب.

بحكم علاقة عمل قديمة احتجنا للتعاقد مع سكرتيرة لغتها الأم الإنجليزية، ووقع بين يدي سيرة ذاتية لأمريكية خمسينية عملت في أحد المستشفيات بالمملكة منذ سنوات، اتصلت بمديرها السابق فأثنى عليها وسألته: لماذا إذن تركتموها فذكر أن زوجها انتحر في الشقة وحزنت ولم تجدد عقدها، ولعلها بعد هذه السنوات تجاوزت الأزمة فتقدمت لكم، جلبناها، وخلال ستة أشهر من (بثارتها) وغرابة سلوكها وتدخلها فيما لا يعنيها تبين لي لماذا انتحر زوجها، أنهيت التعاقد معها، وبعد سنة حضرت لمكتب زميل لا يفصلني عنه إلا أمتار! لم يسألني عنها! وانتهى أمره معها لمشاكل كبيرة، ولولا إيمانه وسرعة إنهاء عقدها، لكان قد انتحر.