-A +A
بشاير الصقر
بحكم دراستي في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية وفي أول سنوات الدراسة، شعرت أني في عالم معقد وكئيب، عالم مليء بالأرقام والرسوم البيانية الغريبة!

وانتابتني رغبة شديده بتعلّم المزيد عن هذا العلم والإبحار به، وفك شيفرات تلك المصطلحات المعقدة، شعرت أنّه ومن المخجل أن أتابع نشرة الأخبار الاقتصادية مع عائلتي وحين يسألونني عن تداول أو (الريتس) أو التضخم مثلا، لا أعرف الإجابة!


قررت أن أبحث أكثر وبدأت بالبحث عن كتب اقتصادية سهلة ومبسطة، لكن للأسف كل ما وجدته كان يشعرني بالكآبة أكثر. ولكني وبعد مرور سنوات عندما تعمقت فيه أكثر وفهمته بشكل أكبر، اكتشفت بأنه علم ممتع حينما نفهمه جيدا، وأنّ المشكلة الأساسية ليس في الاقتصاد نفسه، إنّما تكمن بالمواد المقدمة إلينا، وطريقة سردها، وتعقيد موضوعاتها.

الاقتصاد علم يجب فهمه ليس لدارسيه فقط، إنما لكل فرد يعيش في هذا المجتمع؛ فهو يدرس حياتنا كفرد، ثم كعائلة، ثم كمجتمع، وأخيرا كمجتمعات ودول، هو يساعد الفرد على طرق كسب المال، بالإضافة لدراسة طلب وعرض المنتجات مما يساعد المنتجين على فهم أفضل، وبالتالي معرفة الأوقات المناسبة لزيادة العرض أو تقليصه، ويساعد المستهلكين على أوقات الشراء المناسبة، واستخدام أفضل للدخل، وغيرها من الأمور الاقتصادية في حياتنا اليومية.

أي أنه يتدخل بمجريات الحياة كلها ويؤثر بها، لذا فهو ذو دور فعّال بتقدم الشعوب وتطورها، وتأتي أهميته بتطور الاستثمارات في البلد ومساعدة الشباب على بدء مشاريعهم بوعي وذكاء، فيتم القضاء على البطالة وزيادة الناتج القومي، وبالتالي نهضة البلد وتطورها.

حان الوقت لصنع جيل مثقف، واعٍ، مدرك، ولتحقيق (رؤية 2030) فيجب أن نبدأ الآن.

ولو تنازل الأفراد العاديون عن حقهم لفهم هذا العلم، أليس من حق طلاب هذا التخصص فهمه؟

ألم يحن الوقت المناسب لتقديم مواد اقتصادية مبسطة لهذا العلم؟

ألم يحن الوقت لنبدل وصف «كئيب» بـ«ممتع»؟