سلطان البركاتي
سلطان البركاتي




فريق الأوليمبياد في «كاوست».
فريق الأوليمبياد في «كاوست».
-A +A
حوار: علي مكي ali_makki2@
يعرّف نفسه في صفحته الرسمية في «تويتر» بأنه «طالب دكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، وأيضاً المنسق العلمي للفريق السعودي في أوليمبياد الرياضيات، ويختم التعريف بالعبارة التالية: «أحب طلابي».. إنه سلطان البركاتي الذي تلقى شكراً خاصاً من وزير التعليم السابق الأمير فيصل بن عبدالله عندما ساهم وهو معلم في ينبع بنقل المملكة العربية السعودية في المسابقات العلمية الدولية لمادة الرياضيات من المركز الأخير إلى مركز متقدم عالمياً، بعد أن أسهم حينذاك بتدريب ثلاثة طلاب حققوا نتائج مذهلة.

والبركاتي الموجود حالياً كطالب دكتوراه في «كاوست» يشارك منذ التحاقه بالجامعة –لأكثر من أربع سنوات- مدربا في أحد برامج الجامعة الخاصة بتدريب طلاب الأوليمبياد (ISOTP)، والذين حققوا نتائج رائعة في الأوليمبياد الدولي الأخير.


هنا في هذا الحوار يتحدث البركاتي -صاحب كتاب «مبادئ أساسية لأوليمبياد الرياضيات»- لـ«عكاظ» عن التحديات التي تواجه التدريب والتعليم، مؤكداً أن وزارة التعليم ومؤسسة موهبة ليستا مقصرتين في دعم برامج تدريب الطلبة للمسابقات العالمية، لكنه يتمنى عليهما التوسع في تقديم الدعم ليشمل شريحة أكبر من الطلبة.. هنا نص الحوار:

• للتو عدت من البرازيل بعد وجودك مع الطلبة السعوديين في أوليمبياد الرياضيات الأخير.. كيف كانت المشاركة السعودية؟ ما أبرز ملامحها؟

•• ولله الحمد حقق الفريق السعودي المركز 39 على العالم من أصل 111 دولة مشاركة متقدمين على دول عريقة كفلندا والسويد والهند، كما حققنا المركز الأول عربياً متقدمين على المغرب والجزائر وتونس وسورية ومصر والعراق. تحققت هذه النتيجة بعد تدريب طويل جداً أقيم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» على عدة سنوات ولعدة فترات في كل عام، منها على سبيل المثال أسبوعان في نوفمبر وأسبوعان في يناير وثلاثة أشهر من أبريل إلى يونيو.

نتائج متميزة

• ما الهدف من تدريب الطلاب؟ هل الهدف هو المشاركة في الأوليمبياد الدولي؟

•• من وجهة نظري الهدف من تدريب الطلاب هو تهيئة طلاب المملكة وإعدادهم ليكونوا علماء وقادة المستقبل، من خلال خبرتي في عالم الأوليمبياد فإن جميع الطلبة الذين التحقوا بالتدريب في هذا البرنامج، استمروا في تحقيق نتائج متميزة في اختبارات الثانوية العامة والقدرات والتحصيلي، كما أن معظمهم ممن أنهوا مرحلة الثانوية نجحوا في الحصول على مقاعد في أفضل برامج البعثات المتخصصة– مثل برنامج بعثة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومن ثم في جامعات العالم العريقة كـ MIT, Stanford, Carnegie Mellon وغيرها.

• ذكرتم أن المملكة حققت المركز 39 على مستوى العالم هل تستطيع المملكة تحقيق مراكز أفضل؟ وكيف؟

•• الإجابة ليست بهذه السهولة لكن أرى أنها ليست مستحيلة، أثناء المسابقة أقوم سنوياً بسؤال الدول العريقة كأمريكا والصين وكوريا الجنوبية عن سر تميز طلابهم في تحقيق نتائج رائعة، فوجدت أن الموضوع ليس صعبا علينا خصوصا أننا نملك طلابا مميزين بشهادة الجميع، ما نحتاجه هو تهيئة بيئة تنافسية بين الطلاب كإقامة مسابقات وطنية مميزة تحفز إدارات التعليم والمدارس والمعلمين وأولياء الأمور ومن ثم الطلاب. عندها ستكون لدينا شريحة كبيرة من الطلاب مهيأة للمشاركة في المسابقات الدولية. وكما ذكرت هدفنا ليس فقط المشاركة في المسابقة بينما الهدف الأسمى هو إعداد جيل مميز قادر على تحصيل أعلى درجات العلم.

•كنت مدرباً في فريق الرياضيات في مؤسسة موهبة ثم الآن طالب دكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وأيضاً المنسق العلمي لفريق السعودي لأوليمبياد الرياضيات.. لماذا اخترت «كاوست» لتكمل دراستك فيها؟

•• التحقت بكاوست عام 2012 كطالب ماجستير والآن أنا على مشارف نهاية الدكتوراه، الذي دعاني للتقديم في جامعة الملك عبدالله هي قوة الجامعة وما تتميز به من وجود كوادر علمية مميزة ووجود بيئة علمية متقدمة من معامل ومختبرات وكذلك وجود طلاب مميزين من جنسيات مختلفة استفدنا منهم كثيراً. وبهذه المناسبة أنصح أي طالب وطالبة من الراغبين بإكمال دراستهم العليا في مجالات علمية أو هندسية حيوية مباشر للتقديم إلى جامعة الملك عبدالله.

•بحكم قربك من جامعة الملك عبدالله كطالب دكتوراه وقربك من الطلبة الموهوبين في المملكة كيف ترى برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية (SRSI) وبرنامج جامعة الملك عبدالله للطلبة الموهوبين (KGSP) اللذين تقدمهما الجامعة لطلبة الثانوية السعوديين (بنين وبنات)؟

•• طلاب برنامج KGSP (وهم الطلاب الملتحقون بكاوست لدراسة الماجستير أو الدكتوراه وذلك بعد إنهاء مرحلة البكالوريوس في أمريكا تحت إشراف كاوست) هم طلاب مميزون دعمتهم «كاوست» في دراستهم الجامعية وهيأتهم بشكل رائع لمرحلة الدراسات العليا.. حقيقة دائماً أنصح كل طلابي في برنامج الأوليمبياد الدولي بالالتحاق بهذا البرنامج. ولله الحمد أغلب هؤلاء الطلاب في جامعات مرموقة بأمريكا بدعم من «كاوست» ومنهم من تخرج والآن يدرس الماجستير في كاوست.

بالنسبة لبرنامج (SRSI) فهو برنامج تعليمي تدريبي صيفي مكثف يهدف إلى إتاحة الفرصة لطلاب المرحلة الثانوية المميزين أكاديمياً من جميع أنحاء المملكة للمشاركة في أبحاث حقيقية على مستوى الدراسة الجامعية في أحدث المختبرات وتحت إشراف أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وذلك لتطوير قدراتهم العلمية ومهاراتهم البحثية، ولقد ساعد هذا البرنامج الطلاب كثيراً في تهيئتهم للمشاركة في المسابقات العالمية المختلفة ومنها الأوليمبياد العلمية العالمية.

•ما هي الآثار التي لمستها؟ أو ما هي الإضافات الجوهرية التي قدمتها «كاوست» للطلبة المشاركين في أوليمبياد الرياضيات وغيرها من المنافسات الأولمبية العلمية الأخرى؟

•• حقيقة أعجز عن التعبير في شكر «كاوست» وخصوصا قسم الشؤون السعودية برئاسة الدكتورة نجاح عشري، لاستضافتها طلاب الأوليمبياد الدولي في كل أقسامها رياضيات، فيزياء، وكيمياء بعدد لا يقل عن 100 طالب وطالبة ومدة تزيد على 100 يوم شاملة السكن لكل الطلاب والمدربين وقاعات التدريب وبرامج اللغة الانجليزية والمسابقات والمحاضرات الثقافية الترفيهية، إضافة للإعاشة بشكل يومي، كما سخرت فريقاً متكاملاً يقوم بتسهيل كل المصاعب التي قد تواجهنا.

البيئة التنافسية

•في رأيك ما الذي يجب عمله من وزارة التعليم عبر مدارسها ومؤسسة موهبة، كي تكون المشاركة السعودية المقبلة أكثر تميزاً ووصولاً إلى الذهب؟

•• كما ذكرت سابقاً وزارة التعليم ومؤسسة موهبة ليستا مقصرتين في دعم البرنامج ولكن أتمنى أن يزيد الدعم ليشمل شريحة أكبر من الطلاب وتكون الفائدة أكبر وتزيد قاعدة المدربين الوطنيين وذلك عن طريق إقامة مسابقات محلية وطنية بين المدن ومن ثم على مستوى المملكة. أنا على ثقة أن طلابنا من أذكى طلاب العالم وأن تحقيق الميداليات الذهبية وتحقيق مراكز متقدمة ليس ببعيد، لكن نحتاج أن نوسع القاعدة وهذا ما نفتقده في الوقت الحالي.

•ما هو مصير الطلاب بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية؟ هل يتم التواصل معهم؟

•• علاقتنا مع الطلاب ليست علاقة عابرة، فنحن نمثل أسرة واحدة، أغلب طلابنا المتخرجين مستمرون معنا في حضور الملتقيات ولكن هذه المرة مدربين وليسوا طلابا.

•تعج مدارسنا بموهوبين كثر إلا أن النتاج ما يزال قليلا.. كيف نطور من آليات مدارسنا في الاكتشاف والفهم والرعاية والدعم الذي لا ينقطع؟

•• من الضروري وجود بيئة تنافسية بين الطلاب، فوجود المسابقات المحلية سيسهم في تطوير التعليم وتطوير المعلمين قبل الطلاب أنفسهم وهذا أحد أهم أهدافنا التي نصبو إليها. تخيل أن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لا توجد له روافد مثل دوري جميل والمسابقات المحلية لكرة القدم هل سنستطيع أن ننافس ونفرض اسمنا قارياً وعالمياً دون أن يكون لدينا دوري قوي جداً؟ هذا ما يجب أن تدركه وزارة التعليم فتتجه سريعاً إلى التطوير وفتح المجال لتوسيع هذه البيئة التنافسية وخلق مسابقات علمية في كل أنحاء الوطن.