-A +A
علي الرباعي (جدة) al_robai@
يؤكد الرئيس الأمريكي الراحل روزفلت أهمية الكتب والكتابة في حرب الأفكار ما يوازي أهمية السفن في الحروب البحرية، ولعل حكومة قطر التفتت مبكراً للفكرة والتقطتها لتحيلها من نظرية إلى تطبيق، ومن المؤكد أن اللجوء للقوة الناعمة كان البديل لاجتياح المنطقة ثقافياً في ظل عجزها عن احتلاله عسكرياً، ولعل أكبر ما يؤرق الدوحة يتمثل في أن «الرباعي العربي» يرفض أن تتحول قواه الناعمة إلى قوى خشنة توظفها قطر في الإساءة للخليج والعرب والمسلمين.

ومن اللافت أن مراكز الأبحاث في الدوحة تطبع عشرات المجلدات سنوياً وترصد الحراك الخليجي خصوصاً في المملكة والإمارات والكويت واليمن والبحرين، ويشرف على المراكز شخصيات من الباحثين والمستشارين المقربين من صانع القرار.


وجنحت الدوحة إلى استقطاب الكوادر الثقافية والفكرية من كل حدب وصوب لتنافح عنها أو لتنال من خصومها، ولم تكن حكومة قطر بمنأى عن توظيف عدد من الكوادر للتواصل مع النخب الثقافية السعودية بهدف استيعابهم في جامعاتها ومراكزها وصحفها وقنواتها ونجحت في استمالة البعض بالمال ومساحة الحرية المتوهمة.

ولا يخفي الكاتب قينان الغامدي العرض الذي تلقاه من سكرتير في إحدى الصحف القطرية للكتابة معهم بعد صدور القرار بإيقافه عن الكتابة منذ أعوام، وأكد الغامدي أن الوسيط مارس معه ما استطاع من وسائل الإغراء والغواية الصحفية، إلا أن رده كان واحداً: «لن أكتب في أي صحيفة خارج وطني». فيما أشار الكاتب رجا ساير المطيري إلى أن الدوحة أغدقت الأموال على عدد من المبدعين السعوديين في مجالات الفنون والإبداع كافة، طمعاً في كسب ولائهم وضمان تبعيتهم لها. وأضاف المطيري أن من يتابع الدعم القطري الجنوني للقوى الناعمة السعودية، ومنها الفن خلال السنوات الـ10 الماضية يتساءل عن الغاية من هذا الهدر المالي الكبير والهدف من ورائه؟، موضحاً أن قطر استضافت نجوم الأغنية السعودية، خاصة الشعبيين، ونظمت لهم الحفلات والأمسيات، إضافة إلى تكليف إذاعاتها بتسجيل أرشيف الفنانين السعوديين كاملاً. ويرى المطيري أن هذا الدعم المشبوه يمكن تفسيره في ضوء ما تكشّف أخيرا من تآمر الحكومة القطرية على المملكة وافتضاح مشروعها الشيطاني.