-A +A
نورة محمد الحقباني
ذات مرة وأنا أتجول في متجر في إحدى الولايات الأمريكية، رأيت على الرف فرشة أسنان مع معجونها الخاص، وكانت تحمل صورة كلب. نعم كلب أعزكم الله.

اضطررت للوقوف وتأمل المنظر ثم تنهدت بأعلى صوتي ما أثار انتباه موظفة كانت تعمل بالقرب من «الكاشير»، ويبدو لأول وهلة ظنت بأنني قد أضعت شيئاً في المتجر ولم أعثر عليه.


لا أنكر أنني تذكرت حينما رأيت معجون وفرشاة الكلاب انتقاد الزعيم الليبي السابق معمر القذافي المؤامرة الإمبريالية الغربية ضد شعوب العالم الثالث بتصنيع «الشامبو» من مواد غذائية مثل البيض واللبن لتجويع أطفال الشعوب الفقيرة.. ولا أخفيكم سراً أنني قلت بيني وبين نفسي «من أنتم؟» المهم، أن الموظفة الطيبة لم تكن تعلم بأنني أحمل في داخلي طنا من الذكريات السيِّئة لمن حصلوا على ثقة عالية من روائح أفواههم التي توقع الذباب قتيلاً! وكنت أقول لنفسي لحظتها: ااااه ياليتك ياللي صنعت فرشة أسنان كلب تدري أن بيننا بشرا يشترون فرشة لتنظيف أسنانهم بهدف التصوير والاستعراض معها في «سناب شات» فقط!، أما بخصوص استخدامها فبعضهم يجهلون طريقة مسكها وربما طريقة استخدامها ويبررون «ما نحب طعم معجون الأسنان عشان كذا ما نفرش أسناننا»! يا أصحاب هذا المبدأ «الوخيم» إذا كنتم بالفعل لا تحبون رائحة المعجون فما بالكم بالروائح النفاثة التي تخرج من أفواهكم بعد وجبات ملبدة بالثوم والبصل وما شابههما.

في حقيقة الأمر لم أجد لهؤلاء الأشخاص المغالين في الثقة بروائح أفواههم تصنيفا لذلك: أرجوكم رحمةً ببقية الناس، إذا كنتم تتضايقون من رائحة وطعم معجون الأسنان، اعلموا أن من يقف أمامكم وأنتم تحادثونه بكل ثقة مقتربين منه يتمنى أن يتنفس هواء صحيا خاليا من روائح نفاثة تلوث المزاج من شدة التفاعلات الكيميائية، بعد أن استعمرت أسنانكم أنواع البكتيريا، لتنتج مبيدات قاتلة لا مرطبات هواء.