-A +A
سعيد السريحي
رحم الله رئيس هيئة رياض الخبراء الذي ذهب ضحية جريمة قتل حاول فيها المجرم إخفاء معالم جريمته بإشعال النار في الغرفة التي كان ينام فيها، على أمل أن يخفي احتراق الجثة آثار رصاصتين أطلقهما على عنق القتيل، رحم الله الفقيد وألهم ذويه الصبر وألهم أولئك الذين طاروا بخبر الجريمة فراحوا يلصقون التهمة بمن شاءوا شيئا من التعقل والتأني فلا يعودوا لمثل ما أقدموا عليه من تجن كان يمكن له أن يضلل عملية البحث عن القاتل الحقيقي لولا يقظة رجال الأمن الذين لا يمكن أن تؤثر فيهم الأراجيف ولا تنحرف بهم عن سبل البحث الجنائي التي لا يعرف أولئك المرجفون عنها شيئا.

قبل أن يتمكن رجال الدفاع المدني من إطفاء الحريق الذي أشعله الجاني في جثة المجني عليه كان المرجفون يشعلون حريقا ثانيا في جسد المجتمع، في محاولة بائسة ويائسة منهم لإعادة أسباب الجريمة التي راح ضحيتها رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف في رياض الخبراء إلى تلك الانتقادات التي كان يوجهها بعض الكتاب لما كان يحصل من بعض أعضاء الهيئة من تجاوزات، بل بلغ من شناعة تلك الأراجيف أن قام بعض من افتعلوها بوضع قائمة بالكتاب الذين انتقدوا في ما سبق تصرفات بعض أعضاء الهيئة وحملوا أولئك الكتاب مسؤولية الجريمة التي راح ضحيتها رئيس هيئة رياض الخبراء.


لم يكن أولئك المرجفون يدافعون عن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ لو كانوا كذلك لعرفوا أن ما يطلقونه من أراجيف هو المنكر بعينه، ولم يكونوا ينتقدون ما قامت به الدولة من تنظيم لعمل الهيئة فهم أجبن من أن يفعلوا ذلك، وإنما كانوا يعبرون عن رغبة في الانتقام ممن فضحوا ممارسات وتعديات بعض المنتسبين إلى الهيئة وذلك بإلصاق التهمة بهم، كما لا تبرأ تلك الأراجيف التي أطلقوها من رغبة في إثارة الفتنة والتأثير على اللحمة الوطنية في ظروف نحن أحوج فيها إلى الأمن الاجتماعي وتماسك الوحدة الوطنية.

رجال الأمن قبضوا على مشعل النار في جثة رئيس رياض الخبراء بعد قتله بسبب خلافات عائلية، وبقي الذين حاولوا إشعال النار في جسد المجتمع طلقاء.