-A +A
أنمار مطاوع
الرياضة هي الوجه المزدهر للصحة والمتعة والإثارة. وهذه مصطلحات تناغي الرغبة الإنسانية. الكل يريد أن يكون رياضيا.. ولكن من يصل في النهاية هو صاحب الإرادة. لهذا تحترم الإنسانية الرياضة وتقدرها وتصنع من أفرادها نجوما.

للأسف أن مفهوم الثقافة الرياضية في المجتمع العربي لازال مقصورا على الفوز والخسارة.. المنافسات الرياضية -بكل أنواعها- في الأندية والمدارس.. مرورا بالجامعات.. لا تتعدى مفهوم العالم الثالث عن الرياضة: كل جهة تريد أن تفوز لتحمل كأسا جديدا يضاف لدولاب الكؤوس. وربما تكون مسألة شخصية بحتة.. وتزداد القضية مرضا.


خلال منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة أو بعده بقليل، وعد عدد من مسؤولي الأندية الرياضية بإنشاء أكاديميات رياضية؛ على غرار أكاديمية أياكس أمستردام وأكاديمية ريال مدريد أو أكاديمية ديفيد بيكهام.. أو على غرار أكاديمية الأهلي -محليا- التي أنشئت عام 2005. وبالفعل، ظهرت على أرض الواقع بعض الأكاديميات القوية، لكنها تراجعت من مفهوم أكاديمية إلى مفهوم مدرسة كرة قدم. ومثل هذه المدارس لا تقدم لمفهوم الرياضة المحلية والمجتمعية أي إضافة ملحوظة، وقد أصبحت عبئا ماليا على الأندية.

الطريق الأمثل لتطوير الرياضة كفكر اجتماعي يحقق أهدافا سامية ذات مردود إيجابي على المجتمع ككل هو إنشاء (جامعة) تهتم بالرياضة. هذه الجامعة لن تكون مسرحا لاكتشاف المواهب، ولكنها تنتج وتؤهل كل ما له علاقة بالرياضة: العلوم، الفلسفة والآداب الإنسانية، الإدارة.. وما إلى ذلك من علوم أساسية تبنى عليها الرياضة. فالعلوم؛ مثل الطب الرياضي وعلاج إصابات الملاعب، أو التغذية، أو اللياقة.. لها علاقة مباشرة تماما بصناعة الرياضي –على مستوى الفرد والمجتمع-. وتخصصات مثل الإدارة الرياضية: لإدارة ناد أو فريق أو أكاديمية.. لايزال المجتمع في حاجتهم. فالواقع الحالي –بأفضل حالاته- هو تمكين (نجم معتزل) من قيادة المواهب الجديدة.. وربما تدريبهم. الحل ليس صحيحا دائما.. ولكن هو أفضل الموجود.

الصروح لا تبنى إلا على أساس قوي.. والصرح الرياضي، لما له من علاقة مباشرة ببناء المجتمع الصحي، هو الأكثر حاجة لذلك الأساس. والأساس القوي الذي يفرض نفسه هو (جامعة رياضية) تقنن الفكر الرياضي وتنشر ثقافته لتنعكس على صحة المجتمع الجسدية والذهنية.