-A +A
واس (جدة)
أكد باحثون سياسيون أن إصرار السلطات الإيرانية على استمرارها في مماطلتها ورفضها لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في حادثة اقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، دليل على أنه عمل ممنهج وبقرار من النظام الإيراني الذي يمتلك تاريخ حافل من الانتهاكات الدولية داخل وخارج إيران .

وقال الباحث في الشأن السياسي بجامعة الملك عبدالعزيز فيصل الغامدي : إن محاولات النظام في إيران لابتزاز الدبلوماسية السعودية في سبيل الحصول على امتيازات دبلوماسية داخل المملكة بالرغم من مضي أكثر من سنة ونصف على قطع العلاقات بين البلدين، فضلاً عن أنه يجسد عقلية وأسلوب العصابات المارقة، بالتجاوز السافر للأعراف والقوانين الدولية، الذي يوجب على المنظمات الدولية القيام بدورها تجاهه .


وأكد أن منهج "التقية" السياسية التي ينتهجها نظام الملالي في تعاملاته مع الآخرين متوارث منذ نشوب الثورة في إيران قبل أربعة عقود، مصدرًا تحت عباءتها نهجه التوسعي وسياسة التدخل التي لم تتوقف عن إراقة الدماء داخل وخارج إيران منذ مقدم الخميني لسدة الحكم.

وأشار إلى دأب إيران على معاقبة كل من يخالفها سياسيًا إما باستهداف السفارات، أو تصفية خصومها من خلال حرسها الثوري وأذرعه التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد العمل بين الدول والنظام الدولي يجرمها ويدينها .

واستنكر الباحث في الشأن السياسي عبدالهادي السلمي من جانبه، موقف القانون الدولي من خروقات النظام الإيراني المستمرة للمعاهدات والمواثيق المعمول بها بين دول العالم، التي يجب أن تقابل باستبعادها من المنظمات الدولية، وردعها بالقانون الدولي، ومحاكمتها ومحاصرتها كدولة لا تعير الأنظمة الدولية اهتمامًا، ولا تحترم المواثيق، عوضاً عن إشراكها في عدد من الملفات الحيوية في المنطقة.

ولفت السلمي إلى أن الأحداث والشواهد منذ عام 1979م حتى الآن تؤكد أن النظام الذي يستخدم أساليب الكيانات العابرة للحدود، خطر على العالم.

كما أوضح الباحث في الشأن السياسي سعد بن سليمان الشهري، أن إعلان وزارة الخارجية عن وضع إيران العراقيل في طريق التحقيقات في اجتياح السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد عام 2016م، لم يكن سوى ردة فعل جديدة في سلسلة طويلة من العدائية الواضحة لنظام طهران للمملكةً على مدى 40 سنة ماضية، مؤكدا حق المملكة دوليا في تصعيد هذه القضية والمطالبة بمقاضاة ومعاقبة ايران في الهيئات والمنظمات الدولية حيث لا تهاون ولا تراجع في ذلك .

وأشار إلى أن الأحوال قبل مجيء الثورة الخمينية لم تكن بالمثالية، فتنمّر الشاه في بعض إمارات الخليج المستقلة حديثاً في ذلك الوقت كان واضحاً للعيان, ولكن لم تبلغ الفجاجة مداها كما بلغتها في عهد النظام الحالي .

وقال : إن إيران بذلك تنتهج نفساً طويلا للغاية من أجل تحقيق غايتها وتراهن على أن الوقت سيلعب لمصلحتها في ظل صبرها الطويل والمراهنة على تململ الأطراف الأخرى من سياسة النفس الطويل, ولا أدل على ذلك من محادثاتها ومراوغاتها في الملف النووي الذي استمر لسنوات بل إنها تستنزف من موارد شعبها الكثير من أجل تحقيق غايات الثورة .

واختتم مؤكداً أن مواقف المملكة العربية السعودية تركّز على الحدث الحاضر، وتستحضر السابق والجديد والمتتابع الذي يتبنّاه النظام الإيراني في انتهاك القانون الدولي وخرق كل المعاهدات والمواثيق الدولية التي تكشفها أمام المجتمع الدولي أجمع والعالم الإسلامي ثم أمام الشعب الإيراني نفسه .