-A +A
فهيم الحامد (جدة) FAhamid@
«الشرط الأساسي للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير، وإذا كان الشعب السعودي مقتنعا بالتغيير، فعنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات». هكذا يرى نائب الملك الأمير محمد بن سلمان، السعودية في مرحلة ما بعد الاعتماد على النفط، والانتقال إلى آفاق عالمية، وإيصال السعودية إلى مرحلة الاقتصاد المتنوع.

رؤية السعودية 2030 لم تقتصر على الجانب الاقتصادي والاستثماري والحوكمة فقط، بل وضعت إستراتيجيات متعددة طويلة المدى للسعودية مرحلة ما بعد الاعتماد على النفط، إذ اهتمت رؤية 2030 بالجانب السياحي اهتماما كبيرا، لإحداث هذا التحول النوعي، باعتبار أن الاستثمار السياحي هو أحد أهم روافد الاقتصاد السعودي غير المستثمرة بشكل جيد، خصوصا أن السعودية لديها مقومات سياحية هائلة لم تستكشف بعد، ويمكن من خلال تحويلها لمشاريع استثمارية ذات أبعاد جيو اقتصادية سياحية، لزيادة العوائد المالية وتوفير فرص وظيفية للمواطنين، فضلا عن فتح آفاق السياحة للداخل والخارج.


وبإعلان نائب الملك الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مشروع سياحي عالمي باسم مشروع «البحر الأحمر»، لتطوير منتجعات سياحية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة، تكون السعودية دخلت فعليا في مجال المنافسة السياحية العالمية، الهادفة إلى خلق وجهة تكون من ضمن أفضل 10 وجهات شاطئية فاخرة حول العالم بحلول العام 2022.

وبحسب ما أكده مراقبون اقتصاديون عرب وأجانب فإن مشروع البحر الأحمر يعتبر تحولا في الفكر السياحي الإستراتيجي، الأمر الذي سيحول السعودية إلى وجهة سياحية عالمية، لتفعيل السياحة الداخلية، ضمن رؤية 2030 التي لديها خطط لرفع الاستثمارات في القطاع السياحي من 8 مليارات دولار حالياً إلى 46 مليار دولار، باعتبار أن البحر الأحمر رافد سياحي لم يكن في الواقع على «الخريطة» الاقتصادية السياحية والاستثمارية في الماضي.

ومن أهم مميزات مشروع البحر الأحمر يقع على مناطق سعودية خلابة لم تستكشف في الماضي، ولم تستغل من قبل أيضا، من خلال توفير جزر وشواطئ بحرية ساحرة، لكي يصبح هذا المشروع أحد المشاريع المنافسة للوجهات السياحة العالمية فضلا عن مزج السياحة البحرية في السياحة الأثرية، حيث تقع آثار مدائن صالح، التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة.

وإلى جانب العوائد المالية، وفتح آفاق الاستثمار في الساحل البحري الشمالي، فإن المشروع الإستراتيجي الضخم سيوفر وظائف لآلاف السعوديين في مختلف القطاعات السياحية، وهذا حتما سيعمل على خفض البطالة بشكل كبير.. ولتأكيد الجدية في العمل بالمشروع، سيتم وضع حجر الأساس في الربع الثالث من عام 2019، والانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022.

ومحصلة نهائية فإن إعلان الأمير محمد بن سلمان عن مشروع البحر الأحمر يعني الجمع ما بين اقتصاديات البر والبحر لتكتمل منظومة رؤية 2030 للسعودية لمرحلة ما بعد الاعتماد على النفط.