-A +A
.
يبدو أن «وخزات» العزل الذي ترزح قطر تحت وطأته منذ قطع السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر العلاقات معها في 5 يونيو 2017، تجعلها تتصَّرف بلا اتزان، وتعمد إلى الفجور في الخصومة، إلى درجة المطالبة بتدويل الأراضي المقدسة، وهي تدرك أن ذلك مستحيل بالكلية، لأن المشاعر المقدسة تقع ضمن الأراضي الخاضعة لسيادة المملكة العربية السعودية. وهي تدرك جيداً أن السعودية ظلت تدير شؤون الحج والعمرة باقتدار منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود. وهي تدرك أيضاً أن السعودية لم تكُفْ يوماً عن الحض على عدم تسييس الحج، وعدم الزج بالسياسة في الدين، وأنها أكثر من تأذى من الإرهابيين والمتطرفين الذين ينفذون جرائمهم في السعودية بناء على قراءات مغلوطة للدين، وفهم خاطئ للقرآن والسنَّة النبوية. وللأسف فإن كثيراً من أولئك تستضيفهم قطر، وتنفق عليهم بسخاء، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى القطيعة الراهنة مع قطر. ومطالبة قطر المشار إليها لم يسبقها إليها سوى إيران الطامعة في ثروات السعودية، الحاقدة على النفوذ الإسلامي والعربي والدولي للمملكة. لقد أضحت القيادة القطرية تترنح. وعليها أن تفيق وتتخلى عن العزة بالإثم، وتعترف بأخطائها، وتطمئن دول جوارها بقبول مطالبهم ومبادئهم. وعليها -قبل كل شيء- أن تعرف أن لهاثها وراء المنظمات الدولية، ومنظمة التجارة العالمية، والإيكاو لن يجدي، لأنه لا يوجد قانون يلزم الدول المقاطعة لها بالتبادل التجاري، وفتح المنافذ البرية والمسارات الجوية أمامها، فتلك إرادة سيادية يقرها القانون والعُرْفُ الدولي.