-A +A
حاتم المسعودي (مكة المكرمة) hatim_almsaudi@
لم يعد ثمة شك أن قطر تحاول بشتى الوسائل تسييس الحج، إذ تحول مبنى مكتب شؤون حجاج قطر من خلية نحل تعمل على مدار الساعة قبل شهر الحج، إلى ما يشبه المباني المهجورة وسط حي العزيزية، بعد أن أغلقت أبوابه واكتست أرجاؤه وجدرانه بالغبار رغم موقعه الحيوي وسط العاصمة المقدسة. وكما هو حال قطر في نقض المواثيق والعهود والاتفاقات، قبل خمسة أشهر وقع مكتب شؤون حجاج قطر التابع لوزارة الأوقاف مع مؤسسة «دول جنوب آسيا» اتفاقية العقد الموحد لخدمة حجاج قطر، والمقدر عددهم 2700 حاج لموسم 1438، إذ أشادوا وقتها بالخدمات التي تقدمها حكومة المملكة لحجاج بيت الله الحرام منذ قدومهم إلى السعودية، سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو المشاعر المقدسة، معربين عن إعجابهم بالتطوير الهائل في الخدمات المقدمة من مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا لحجاج قطر. وقبل وقوع الأزمة بأسابيع معدودة، راهنت مكاتب الحج القطرية على نجاح موسم حج هذا العام، إلا أن جل تلك الإشادات والتطلعات ذهبت أدراج الرياح، إذ سرعان ما غيرت مكاتب الحج القطرية موقفها كحال سلطتها المتغيرة على مر التاريخ، وكان عدد من الحجاج القطريين قد شنوا في وقت سابق مقاطعة على حملات الحج القطرية بسبب جشع تلك المكاتب في طلبها مبالغ طائلة تصل إلى 60 ألف ريال للحاج، وهو ما اعتبره الحجاج إرهاقاً لجيوبهم. وزارت «عكاظ» مكتب شؤون الحجاج القطريين، إذ بدت أبوابه موصدة بالأقفال، رغم قيام كافة البعثات والمؤسسات بتهيئة مواقعها، ويسكن الحجاج القطريون عادة في منطقتي العزيزية والنسيم خلال موسم الحج، ورصدت «عكاظ» خلال جولتها في المشاعر المقدسة العمل المستمر على مدار الساعة لتجهيز الشوارع والمخيمات في منى، إذ وقفت على عدد من الملصقات المحددة لمواقع حملات الحج القطرية، والتي تحظى كبقية المخيمات بالعناية والاهتمام.