-A +A
عبير الفوزان
الكعبة المشرفة في مكة المكرمة هي أولى الكعبات وأصدقها، وما عدا ذلك من كعبات قبل الإسلام ومزارات بعده ليست إلا هوسا سياسيا داخل إطار الدين.

قصة أبرهة الأشرم يعيدها التاريخ، ولكن بشكل مختلف، هذه المرة تحت ذريعة نصرة الدين والمسلمين، ونَفَس المظلومية الذي يسبق كل موسم حج. القصة السالفة الذكر تتكرر وذلك بمعية عدد كبير على شاكلة أبي رغال، الدليل الخائن للعروبة، ولكن بدون فيلة حقيقية تدهس كل من يعترض طريقها. فبالتأكيد لن يأتي اليوم عاقل أو حتى مجنون قاصدا هدم الكعبة بالفيلة، كما فعل الأشرم ليستلب الشرف من العرب والقبائل القريشية، بل سيحاول أن يستلب الشرف بطريقة تتماشى مع عقلية هذا الزمن.


عندما تحول بعض الدول الإسلامية الركن الخامس (الحج) لقضية سياسية عليك أن تتيقن أن الدول التي تمنع حجاجها من أداء فريضتهم ليست سوى دول تمادت في الدكتاتورية مهما قدمت من ذرائع واهية لمواطنيها أو للعالم الإسلامي. بالضبط كما يمنع ابنه من العلاج لأنه لا يحب الشركة التي تشرف على تعبئة هذا الدواء.. فيهون عليه أن يموت ابنه ألف مرة على أن يتعاطى من هذا الدواء الشافي!

إيران وقطر من مزارات الأولى الدينية، إلى الاسم الذي ابتكرته لنفسها الثانية (كعبة المضيوم)، حيث هوس التقديس مرتهن لديهما بالسيادة والقوة فابتكروا ما عجز عنه أبرهة الأشرم، لكن الصنيع هو ذات الصنيع، والنتائج ذاتها.

حكومة قطر لحقت بحكومة إيران الثورجية في منع حجاجها هذا العام من التسجيل الإلكتروني في حملات الحج لموسم 2017.. لقد وصلت السيطرة والديكتاتورية إلى منع الشعب القطري من أداء فريضة الحج دون إبداء الأسباب، مع تبجح الحكومة القطرية بشعارات الديمقراطية الزائفة وسط الكعبة المزيفة للمضيوم!