-A +A
فهيم الحامد (جدة)FAlhamid@
جاء بيان الديوان الملكي أمس (الخميس) المتعلق بالجهود المضنية التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تمخضت عن إنهاء إغلاق المسجد الأقصى، وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد وإعادة الصلاة فيه، رسالة سعودية واضحة ومباشرة للعالم، بأن المسجد الأقصى والقدس خط أحمر، وأن الرياض لن تسمح لأي جهة كانت بتجاوزه، باعتباره ثالث الحرمين الشريفين، والقضية الأولى للأمة الإسلامية وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي، إذ كرست السعودية منذ تأسيسها على دعم قضية الأقصى والقدس في المحافل الدولية والإقليمية والعربية، ووضعتها في أولويات سياساتها الخارجية.

ولقد أثبتت دبلوماسية الحزم التي أنتهجتها السعودية على الدوام، أنها الدبلوماسية الأكثر فاعلية في محيط الأزمات وتلاطم الأمواج السياسية؛ إذ تكللت جهود الملك سلمان بامتياز في هذا الصدد، إذ صدح الأذان في المسجد الأقصى مرة أخرى، ودخل المصلون مهللين مكبرين. وعندما تؤكد السعودية على حق المسلمين في المسجد الأقصى، فإن هذا هو حق شرعي كفله القانون الدولي والأعراف. وعلى إسرائيل أن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية خصوصا أن السعودية أكدت أهمية تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وفقا لمبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.


السعودية وطوال الأيام الماضية، ظلت تعمل بهدوء، واستخدمت تأثيرها السياسي عبر القنوات الدبلوماسية، ودعت الدول المؤثرة في المحيط العالمي خصوصا الولايات المتحدة إلى سرعة التدخل لإنهاء عملية إغلاق المسجد الأقصى غير المسبوقة، وهو الأمر الذي نتج عنه إعادة فتحه أمام المصلين، وانتهاء التوتر الذي كاد يؤدي إلى عواقب وخيمة، باعتبار أن المسجد الأقصى يحظى بقدسية كبيرة بين أوساط المسلمين؛ كونه ثالث الحرمين الشريفين.

والسعودية عندما تضع قضية القدس والمسجد الأقصى في صلب أولوياتها خصوصا خلال جولات ولقاءات الملك سلمان الخارجية مع قادة دول العالم، فإنها ترسل رسالة مفادها بأن الرياض تدعم القدس والقضية الفلسطينية، فضلا عن حل الدولتين. ولم تتأخر على الإطلاق في دعم السلطة الفلسطينية وإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة. وكمحصلة نهائية فإن الملك سلمان يردف القول بالفعل، فيما الآخرون يغردون خارج السرب، ويحاولون تحقيق مكاسب شخصية.

والسعودية تسعى لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعلى المجتمع الدولي العمل على ردع إسرائيل ووقف عربدتها في القدس، وترجمة القرارات الدولية التي تؤكد على إسلامية وعروبة المسجد الأقصى والقدس على أرض الواقع. إنه حزم سلمان الذي انتصر.. وكبّر المقدسيون مجددا في أرجاء الأقصى بعد إغلاق مؤقت.