-A +A
حمود أبو طالب
ببساطة وحزم وثقة ردت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على قطر بعد أن انتظرتها أكثر من شهرين وفوجئت بخطاب تميم الذي أجهز على أي أمل بجدية سعيها للوصول إلى حلول. الجهل السياسي القطري كان لا بد أن يخطئ في حساباته والتي منها افتراض تراجع الدول الأربع عن بعض مطالبها أو التراخي في التأكيد على ضرورة تنفيذها، أو حدوث اختلاف في مواقفها، أو تأثير الوسطاء عليها للانتهاء بحل توفيقي يتيح لقطر الخروج من الأزمة دون استئصال أسبابها من جذورها.

لقد جاء بيان الدول الأربع مساء الإثنين الذي أعلنت فيه تصنيف تسعة كيانات وتسعة أفراد تضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها، مؤكداً بشكل قاطع أن المسألة ليست كما تظن قطر بأن موقفها قد تحسن بإطالة أمد الأزمة وتوقيعها على مذكرة تفاهم شكلية مع أمريكا لمكافحة الإرهاب اعتقدت أنها كفيلة بانتشالها من الورطة كونها قد تمثل ورقة ضغط على دول المقاطعة لتليين موقفها ومراجعة مطالبها، لكن جاء حساب البيدر مختلفا عن حساب الحقل القطري عندما وجهت الدول الأربع صفعة جديدة للسياسة القطرية تفضح المزيد من شرورها وجرائمها بإعلان القائمة الإرهابية الجديدة التي تمولها وتحركها قطر، والتأكيد بأن كل ما تدعي قطر أنها قامت به لا يعطيها أي مصداقية في مزاعمها بأنها تكافح الإرهاب، بل يؤكد أنها أدمنت رعايته بكل ما لديها وتصر على توظيفه لإلحاق الأذى بالآخرين في محيطها.


وعندما تؤكد الدول الأربع استمرار إجراءاتها الحالية وما يستجد عليها إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة، التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، فإن ذلك يتطلب من قطر أن تتخلى عن أوهامها بأنها قادرة على الاستمرار في المكابرة والالتفاف والمغالطة، أو أن بإمكانها المضي في مشروعها التخريبي. كما أنها يجب أن تفهم بأنها عرضة لمزيد من الإجراءات القاسية الجديرة بكل عضو فاسد يريد نشر أوبئته في محيطنا لأن ملفها الإرهابي الأسود أوراقه كثيرة، وعندما تعلن دول كمصر والمملكة تحديدا قائمة بالأسماء والكيانات فإنها لا تفعل ذلك إلا بعد ثبوت الأدلة القاطعة بصحة معلوماتها، لأن لديها أجهزة أمنية واستخباراتية عالية الكفاءة والمهنية، وقطر تعرف ذلك جيداً وتعرف أن التنسيق بين الدول الأربع في أعلى مستوياته، وأنها تستطيع تعريتها تماما لو أرادت مع أنها لم تعد تملك ما يسترها.