-A +A
سعيد السريحي
على الرغم من تعدد القنوات التلفزيونية السعودية إلا أن أيا منها لا يحظى بنسبة المشاهدة التي تحظى بها قنوات تلفزيونية أخرى، بل إن بعض تلك القنوات الأخرى باتت تتفوق على قنواتنا المحلية فيما كان فرصتها الوحيدة لاستقطاب المشاهدين، ونعني بذلك الخبر والتقرير المحليين، وهما ما باتت تلك القنوات تقدمه على نحو أكثر عمقا وحرفية، بل ومواكبة كذلك.

ولعل ذلك هو ما دفع وزارة الثقافة والإعلام إلى تشكيل لجنة عليا أنيطت بها مهمة العمل على تطوير القنوات التلفزيونية والإذاعية السعودية مواكبة لما يتوخى برنامج التحول الوطني تحقيقه وتسعى رؤية 2030 إلى بلوغه من ارتقاء بأداء كافة المؤسسات على نحو يليق بالمملكة ومكانتها الدولية ويحقق لها القدرة على مواجهة كافة التحديات التي تحيط بها.


وإذا كان ثمة ما ينبغي أن تنطلق منه لجنة التطوير التي تم تشكيلها فهي الثقة في أن لدينا من الكفاءات الوطنية ما يمكن أن يحقق لإعلامنا عموما وقنواتنا التلفزيونية على نحو خاص القدرة على القيام بالدور المنوط به والذي لا يمكن له أن يتحقق ما لم يحظ بارتفاع نسبة المتابعين والمشاهدين الذين يطمئنون لمصداقيته من ناحية ويستمتعون بحرفيته من ناحية أخرى، ولعل تلك اللجنة المشكلة ليست بحاجة إلى التذكير بأن بعض القنوات التي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي إنما تدار بكفاءات سعودية، وأن بعض المذيعين السعوديين في تلك القنوات تحولوا إلى نجوم يتابعهم المشاهدون في نشرات الأخبار والتقارير والبرامج المميزة التي تجمع بين اهتمامات المشاهدين ومعالجة الأحداث والقضايا الراهنة.

ولعل تلك اللجنة المشكلة لتطوير القنوات التلفزيونية على نحو خاص بحاجة إلى التذكير بأن كثيرا من الكفاءات التي لم تنجح في القنوات التلفزيونية الأخرى فحسب بل ساهمت في إنجاح تلك القنوات، تلك الكفاءات كانت تعمل في قنواتنا المحلية وحين لم تجد ما يحفزها على النجاح ولم تجد البيئة التي تحرضها على تقديم أفضل ما لديها اضطرت إلى الهجرة لقنوات وجدت فيها ما كانت تفتقر إليه قنواتنا.

على اللجنة المشكلة لتطوير قنواتنا التلفزيونية أن تبدأ بالإجابة على السؤال عن السبب وراء هجرة كفاءتنا الإعلامية، والإجابة على هذا السؤال كفيلة أن تختصر الطريق لمعالجة قنواتنا التلفزيونية التي لا يكاد يتابعها أحد.