أرفف المكتبة النسائية بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في العاصمة الرياض أخيراً.  (عكاظ).
أرفف المكتبة النسائية بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في العاصمة الرياض أخيراً. (عكاظ).
-A +A
أروى المهنا (الرياض) arwa_almohanna@
لا تتوانى مشرفة المكتبات النسائية ومكتبة الأطفال في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من تسخير الجهد والوقت للارتقاء بالمعرفة والحراك الثقافي في وقت يصعب فيه جذب الجمهور لعوالم الثقافة. فاطمة الحسين استطاعت أن تجعل من صوت المكتبة صوتاً حاضراً ومتفاعلاً مع المتغيرات الثقافية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية، نعكف معها لنتعرف أكثر على مكتبة الملك عبدالعزيز في العاصمة الرياض:

• ماذا تقدم مكتبة الملك عبدالعزيز للسيدات؟


•• القسم النسائي في مكتبة الملك عبدالعزيز يقدم الخدمة العامة للمكتبة بشكل عام وهي القراءة وتصفح الكتب، إضافة إلى أن المكتبة النسائية تخدم الأكاديميات وليس فقط الجمهور العام، الجمهور لدينا خليط من الباحثات ومؤلفات وكاتبات رأي، لدينا فئة جديدة من المستفيدين وهم كتاب المدونات، تقدم المكتبة خدمة إصدار الكتب لأي مؤلف سواء كان مبتدئا أو متمرسا، عملنا نشر 300 كتاب للكبار و100 كتاب للأطفال، إضافة إلى أننا أصدرنا موسوعة المملكة العربية السعودية للأطفال وهي مكونة من 30 مجلدا.

• مكتبة الملك عبدالعزيز نجحت اليوم في جذب الجمهور كيف حدث ذلك؟

•• أولاً هذه شهادة نعتز بها، وأعتقد أن من عوامل النجاح الاستمرارية، نشاطات المكتبة تعود لأكثر من 20 سنة، وطوال السنوات الماضية لم يختل النشاط بغياب الأفراد، النشاط دائما مستمر ولا يتعلق بظروف الشخصيات، كون أن النشاط يعبر عن توجه عام ولا يعبر عن توجه شخصي، إضافة إلى أن نشاطات مكتبة الملك عبدالعزيز تستقطب جميع الأسماء الموجودة في الساحة ومن مختلف التوجهات، كل من لديه أطروحة جادة وهادفة مرحب به، يعود النجاح أيضا إلى أن النشاطات متراوحة فهي ليست نخبوية بشكل كامل وليست جماهرية مئة بالمئة، كما أن اختيار الكتب للقاء الشهري لا يأتي عشوائياً، نقيم بشكل دوري اجتماعا نخرج به بجدولة تغطي أدب الرحلات والرواية العربية والأخرى المترجمة، ولا بد أن يكون هناك كتاب تربوي وسير ذاتية وسير نبوية وتطوير الذات، بحيث أن الجميع يستطيع أن يجد ميوله، كما أن النجاح يعود إلى المصداقية في تحقيق الجدول المعلن مهما كانت الظروف، والمكتبة حينما تعلن عن موعد معين فإنها تبدأ به ولا نعاقب الحضور الملتزم بالوقت على حساب امتلاء القاعة.

• ماذا تقدم الاستشارة المكتبية وبرنامج التدريب في المكتبة؟

•• تتمثل الاستشارة المكتبية للمكتبات بكيفية تطوير المجموعات لدى الجهة المستفيدة، كيفية الفهرسة والترفيف، كما أننا نعمل على تدريب الجهات الثقافية فيما يتعلق بإعداد الأنشطة وتقديمها، مكتبة الملك عبدالعزيز لا تقوم باحتكار الأفكار التي تقدمها، فالمهم لدينا أن تنتشر المعرفة، كما أننا نقدم تدريب القراءة المجهرية للأطفال، ويوجد لدينا سفيرات للقراءة.

• من أين جاءت فكرة ليالي السينما؟

•• الفكرة كانت دائما ما تراودنا، خصوصاً أن هناك ارتباطا وثيقا بين عالم الكتب والسينما، السينما تجسيد الرواية على شكل درامي، ولأننا في مكتبة الطفل نقيم بشكل دوري أمسيات سينمائية للأطفال راودتنا فكرة أن نحول الفكرة للسيدات، خصوصا أن الأفلام السعودية باتت تحوز على جوائز عربية وعالمية، ومن هنا قررنا أن نقيم أمسيات سينمائية خاصة بالأفلام السعودية ونرفع من الذائقة الفنية لدى الجمهور، ونحن نحرص على مناقشة الفيلم بعد العرض، وحدث واستضافت المكتبة أسماء كبيرة كالمخرجة هناء العمير وهيفاء الفهد وهيفاء القحطاني.

• ماذا تخبئ مكتبة الملك عبدالعزيز للجمهور النسائي من مفاجآت؟

•• عملنا في إحدى السنوات على 74 نشاطا خلال سنة واحدة، ولدينا خطة الآن في تغيير المسار للنشاطات الثقافية، فبدلاً من أن تقدم مكتبة الملك عبدالعزيز الأنشطة بنفسها، تشرك في ذلك المؤسسات الحكومية والمبادرات الشبابية.

• أبرز الأسماء التي استضافتها مكتبة الملك عبدالعزيز؟

•• استضافت مكتبة الملك عبدالعزيز أسماء كبيرة لها وزنها الثقافي والاجتماعي، وأحب أن أذكر قصة طريفة ناقشت المكتبة في إحدى السنوات رواية الأميرة مها الفيصل «توبة وسلي» ولم نخبر الجمهور وقتها بوجود الأميرة إلا بآخر الأمسية كي يعبر الجمهور عن رأيه الصريح بالرواية، تفاجأ الجمهور وقتها وطلبوا توقيع الأميرة على نسخهم.

• ماذا قدمت المكتبة لمشرفة المكتبات النسائية وقسم الأطفال فاطمة الحسين؟

•• أستطيع أن أقول أن المكتبة حققت حلمي بأن أنشئ ناديا للقراءة، وأشرف على إصدار 100 كتاب للأطفال، أتاحت لي أن أدعم كاتبات ورسامات ليرتقوا أكثر بموهبتهم، كما أتاحت لي بأن أبني فريقا متكاملا، أتعرف على نساء رائعات من وطني وبعض السيدات أصبحوا صديقاتي، قدمت لي المكتبة أكثر مما قدمت لها، ولا شيء أجمل من أنها أتاحت لي بأن أعمل في مكان يحيطني بالكتب، وبالمناسبة أحببت هذا السؤال.