-A +A
حمود أبو طالب
ترقبنا خطاب أمير قطر المفاجئ بعد قرابة شهرين من صمته المطبق وتوكيله جوقة اللقطاء الأجانب للحديث باسم قطر في أزمة خطيرة، اعتقدنا أن الله قد ألهمه وألهم من يحركونه خلف الكواليس الرجوع إلى العقل والحكمة وتقدير الأمور حق قدرها واستشعار الأخطار التي يمكن أن تجلبها قطر على نفسها ومحيطها بسياستها الخرقاء. كان هناك شيء من الأمل أن يحدث ما يمكنه فتح كوة في جدار الأزمة تسمح بمرور الحلول العاقلة ولملمة ما بعثرته قطر وأحرقته وقامرت به، لكن اتضح أن تميم لا حول له ولا قوة وأنه ما زال مجرد ناطق باسم الحمدين وفريق المستشارين المرتزقة الذين يرسمون سياسة قطر ويصرون على المضي بها إلى الهاوية.

لقد أحرق تميم كل مراكبه المتبقية على شاطئ العناد والنزق والتهور، وألقى خطاباً فانتازياً محملاً بالمغالطات الفاضحة التي لا تنطبق على أي طرف آخر غير قطر، ألقاه بارتباك شديد يشبه من ينطق بحكم إعدام على نفسه أمام العالم. إنه الإصرار الأعمى على المقامرة بمصير شعب قطر بمحاولة تسويق شعارات تنضح بالزيف والمغالطة، وتجهز على أي أمل بتسوية إيجابية للأزمة، أما كون قطر ما زالت عضواً خليجياً أو حتى عربياً فذلك ما ألغاه تميم بشكل كامل في خطابه حين أبحر باتجاه الضفة الشرقية للخليج وسافر شمالا إلى بلاط السلطان ليقدم آيات الشكر والعرفان والامتنان التي يمكن ترجمتها إلى تأكيد الولاء والعمل تحت السمع والطاعة.


لا يمكننا بعد خطاب تميم تصور أي جدوى لأي وساطة في الأزمة لأن الذين اتخذوا القرار باسم قطر يريدون المضي بها بشكل انتحاري إلى نهاية سيئة، النية واضحة ومؤكدة وهي غلق الأبواب بإحكام في وجه أي مبادرة عاقلة لحلحلة الأزمة وإنقاذ الموقف المتفاقم. أي محاولة بعد الآن لن تكون أكثر من إضاعة وقت، لذلك دعوا قطر تفعل ما تشاء، ولكن انتبهوا جيدا للغرباء الذين أصبحت أقدامهم تجوب شوارعها وتحلم بالمشي في شوارع الدول المجاورة لها. هؤلاء هم الخطر المحتمل القادم إذا لم يتم تقييد أقدامهم حتى لا تتجاوز حدود قطر كأضعف الإيمان، مع أن الواجب إرغامهم على الخروج من خليجنا.