-A +A
عبدالرحمن اللاحم
@allahim

ما نراه من موجة هروب لأقطاب التوجه الإخواني وانسحابهم من وسائل التواصل الاجتماعي الذي كانوا يصولون فيه ويجولون إبان ما يسمى بالربيع العربي، هذا المشهد ما هو إلا الفصل الأخير من تاريخ هذه الجماعة السوداء وبداية لتكشُّف تفاصيل تاريخهم المظلم وتاريخ رموزها المليء بالعمالة والارتزاق، لقد كانت الأزمة القطرية القشة التي قصمت ظهر هذه الجماعة وخلاياها وجيوبها ورموزها في الداخل عندما رأت المجتمع يتلمس خيوط مؤامرتهم عليه، وبدأ يعي خطر هذه الجماعة على مستقبل وطنه ومستقبل أطفاله، ومع تنامي الشعور الوطني تجاه هذه الجماعة لم يجد كوادرها وقياداتها إلا الانسحاب من الميدان والهروب إلى الدول المحتضنة لإخوانهم في الجماعة، والتي كانت تمولهم مادياً ومعنوياً للطعن في خاصرة أوطانهم، وعندما أحسوا بأن يد العدالة تقترب من أعناقهم لاذوا بالفرار، معتقدين أن ذاكرة الشعوب قصيرة وأنها ستنسى كوارثهم ومصائبهم في حق أوطانهم وشعوبهم يوم أن كانوا حجر عثرة في سبيل إعاقة التنمية والوقوف أمام مشاريعها والتجيّش عليها وعلى الحكومات الطامحة في تغير المجتمع نحو الأفضل ليكون مجتمعا طبيعياً يشابه بقية شعوب هذه الأرض.


لقد عملت الجماعة خلال عقود من الزمن على مهاجمة كل كاتب أو مثقف أو مفكر يجود عن وطنه ويعمل على محاربة التشدد والغلو والتطرف والكراهية والطائفية، وعملت على شيطنتهم وإسقاطهم اجتماعياً حتى ينفر الناس منهم ولا يستمع إلى خطابهم، وذلك استعداداً لهذا اليوم، بالذات عندما تنشب هذه الأزمة الحادة مع النظام القطري، وهو النظام الذي يدعمهم ويمول أنشطتهم، وذلك كله من أجل تفتيت الجبهة الداخلية وبالتالي سهولة كسب المعركة الإعلامية وتمرير الأجندة القطرية إلى الداخل السعودي بعد تعطيل المصدّات الفكرية والإعلامية التي يمثلها نخبة من المثقفين وأصحاب الأقلام الوطنية الشريفة المستعصية على الريال القطري الذي كان هو اللاعب الأساسي في خلق خلايا وكوادر وأنشطة هذه الجماعة الموبوءة.

أتمنى أن لا تكون مرحلة الهروب هي المحطة الأخيرة في تاريخ هذه الجماعة، وإنما لابد أن تتبعها محطة بالغة الأهمية وهي كشف أسرار مؤامرات هذا التنظيم على الوطن وأهله وفضح رموزه وكوادره وتتبع خلاياه النائمة المتغلغلة في بعض الأجهزة الحكومية، وعلى وجه الخصوص المؤسسات التعليمية المتعددة، حتى لا تخرج الجماعة من الأبواب ونُفاجأ بها تعود من النوافذ.